العودة   الشبكة الليبرالية العربية > الأقسام الأدبية والثقافية > ديوان الأدب والفنون

ديوان الأدب والفنون الطرح الأدبي من شعر ونثر وقصة ومايتعلق بالسينما والمسرح والفنون الموسيقية والتشكيلية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11-10-2011, 09:42 PM
 
رهين المحبسين
عضو الشبكة

 بينات الاتصال بالعضو
رهين المحبسين غير متواجد حالياً
   
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 601
تـاريخ التسجيـل : Jun 2010
الــــــــجنــــــس : ذكر
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 532 [+]
افتراضي أنت من إستبدل ضحكتي بدموعي ( مشروع رواية )

لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة الموجودة بجانب رقم المشاركة ليتسنى اتخاذ اللازم



أنت من إستبدل ضحكتي بدموعي
.........................................

في البدء كانت أمنية

كنت في السابعة من عمري ، إلتحقت بالمدرسة السعودية في المعلاة ( حي أو حارة ) في مكة المكرمة ، كانت المدرسة قريبة من حيث نسكن ، في أحد بيوت ( منازل ) مكة القديمة.. ذات الطراز المعماري المميز ..
ومما كان يلفت إنتباهي يوميا ، وجود عدد من الرجال ، أمام كل منهم مايشبه " الصندوق " ، عليه أوراق مسطرة ، كنا نسميها يومها " فرخ ورق " ، وظروف ، أقلام ، محبرة ..
ويجلس أمامهم من الناحية الأخرى أشخاص ( رجال ، ونساء ) يتحدثون إليهم ، بينما هم يكتبون لهم .. عرفت بعدها أن هؤلاء الرجال يمتهنون الكتابة لمساعدة الأشخاص الذين لا يعرفون القراءة والكتابة (أميين / لا يجيدوا القراءة والكتابة ) ..
كانوا يكتبون لهم ما يسمى بالعرائض ( طلبات ) لتقديمها للجهات الحكومية المختصة ، أو كتابة الرسائل إلى ذويهم المقيمين خارج مكة المكرمة ....
عندها تمنيت لو أنني أجيد القراءة والكتابة لمساعدة هؤلاء ..
وكانت هذه بداية " أمنية ".... تجاه الكتابة ....
من ثم بدأت في السنوات التالية ، قراءة الصحف والمجلات ( غالبا قافلة الزيت التي تصدرها شركة أرامكو آنذاك )....
وفي إحدى المرات قرأت قصيدة عن " فلسطين " ، لشاعر لا أذكر إسمه الآن ، إلا أن إسمه الأول على ما أعتقد كان هارون ، أو هاشم ؟؟

ومن أبيات هذه القصيدة ، لفت نظري بيت لا زلت أذكره حتى يومنا هذا : -
لو كان لي نفط الكويت لجعلته ***** يمشي على جثث اليهود جنودا
أعجبتني القصيدة ، فقمت بنسخها وإرسالها باليريد إلى صحيفة " البلاد " .. على ما أذكر
وبعد أيام نشرت القصيدة ، وتحتها إسمي …
وبذلك إقترفت أول " سرقة أدبية " دون أن أعلم أنها سرقة
..................................................



رد مع اقتباس
  رقم المشاركة : ( 2 )  
قديم 11-10-2011, 10:27 PM
 
ميرفت
زائر

 بينات الاتصال بالعضو
   
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
تـاريخ التسجيـل :
الــــــــجنــــــس :
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : n/a [+]
افتراضي رد: أنت من إستبدل ضحكتي بدموعي ( مشروع رواية )

لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة الموجودة بجانب رقم المشاركة ليتسنى اتخاذ اللازم



متابعة وبشوق وشغف .. ;ti


رد مع اقتباس
  رقم المشاركة : ( 3 )  
قديم 12-10-2011, 01:57 AM
 
رهين المحبسين
عضو الشبكة

 بينات الاتصال بالعضو
رهين المحبسين غير متواجد حالياً
   
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 601
تـاريخ التسجيـل : Jun 2010
الــــــــجنــــــس : ذكر
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 532 [+]
افتراضي رد: أنت من إستبدل ضحكتي بدموعي ( مشروع رواية )

لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة الموجودة بجانب رقم المشاركة ليتسنى اتخاذ اللازم



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميرفت مشاهدة المشاركة
   متابعة وبشوق وشغف .. ;ti

----------------------
شكرا رفيقة الحرف

يسعدني تواجدك ;ti



رد مع اقتباس
  رقم المشاركة : ( 4 )  
قديم 12-10-2011, 06:38 PM
الصورة الرمزية وقــار~
 
وقــار~
طــــــوبــى للغـــرباء.•

 بينات الاتصال بالعضو
وقــار~ غير متواجد حالياً
   
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2163
تـاريخ التسجيـل : Sep 2011
الــــــــجنــــــس : أنثى
الـــــدولـــــــــــة : Saudi Arabia
المشاركـــــــات : 3,413 [+]
افتراضي رد: أنت من إستبدل ضحكتي بدموعي ( مشروع رواية )

لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة الموجودة بجانب رقم المشاركة ليتسنى اتخاذ اللازم



أنت من إستبدل ضحكتي بدموعي
بها من عذب السرد والتشويق الكثير بارك الله بك
ومن المنتظرين بشغف,من قلمكً العذب
تقبل مروري وتعليقي المتواضع.
كن بخير,


توقيع » وقــار~
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نحــــــنُ قــــــوم إذا ضَاقت بنَا الدُنيــا اتَسعـت لنَا السّمَــــاء قُربــــاً مـــن الله {♥}

رد مع اقتباس
  رقم المشاركة : ( 5 )  
قديم 13-10-2011, 12:40 PM
 
رهين المحبسين
عضو الشبكة

 بينات الاتصال بالعضو
رهين المحبسين غير متواجد حالياً
   
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 601
تـاريخ التسجيـل : Jun 2010
الــــــــجنــــــس : ذكر
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 532 [+]
افتراضي رد: أنت من إستبدل ضحكتي بدموعي ( مشروع رواية )

لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة الموجودة بجانب رقم المشاركة ليتسنى اتخاذ اللازم



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة نجد مشاهدة المشاركة
   أنت من إستبدل ضحكتي بدموعي
بها من عذب السرد والتشويق الكثير بارك الله بك
ومن المنتظرين بشغف,من قلمكً العذب
تقبل مروري وتعليقي المتواضع.
كن بخير,

---------------

يسعدني مرورك ...



رد مع اقتباس
  رقم المشاركة : ( 6 )  
قديم 13-10-2011, 12:52 PM
 
رهين المحبسين
عضو الشبكة

 بينات الاتصال بالعضو
رهين المحبسين غير متواجد حالياً
   
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 601
تـاريخ التسجيـل : Jun 2010
الــــــــجنــــــس : ذكر
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 532 [+]
افتراضي رد: أنت من إستبدل ضحكتي بدموعي ( مشروع رواية )

لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة الموجودة بجانب رقم المشاركة ليتسنى اتخاذ اللازم



2


أما
ألسرقة الثانية والأخيرة – فكانت نشيد المدرسة ، كتبه أحد ألأساتذة في المدرسة الرحمانية الإبتدائية ، والتي كانت تقع ضمن " المسعى " بمكة المكرمة ، بعنوان نشيد ولي العهد
وكان يومها " الأمير فيصل" _ فيما بعدها – الملك فيصل يرحمه الله ، و قمت بنشره ، مذيلا بإسمي
عند دخولي إلى المدرسة ، في اليوم التالي لنشر النشيد ، وجدت وكيل المدرسة يبحث عني …
عندما ذهبت إلى مكتبه .. بادرني بالسؤال : تحب أحد يسرق حاجة منك ؟؟
قلت لأ ...
قال لماذا سرقت نشيد الأستاذ هاشم ( أستاذ الحساب )
أجبته أنا لم أسرقه ، أنا أرسلته إلى الجريدة ( الصحيفة ) وهم قاموا بنشره
قال لي ياإبني هذه تعتبر سرقة ، لأنك كتبت إسمك تحت النشيد .. والسرقة حرام
ومن يومها تعلمت أن أكتب المصدر في حالة الإقتباس ، أو الإستشهاد بقول أو مقولة
لا أذكر فعلا أي مقالة من تأليفي ؟ ، كانت الأولى في محاولاتي للكتابة ، كما لو كانت ذاكرتي في هذا الموضوع
خالية تماما .. رغم أنني أذكر أنه كانت لي محاولات بسيطة ومتواضعة في الصحف السعودية … متأثرا
بوالدي يرحمه الله .. الذي كان له دورا رائدا في الصحافة السعودية .
والمقالة الوحيدة ، التي أذكرها بوضوح ، كانت عبارة عن مجموعة خواطر تحت عنوان "علاقتي بالرقم 7 "
كتبتها بناء على تشجيع من أحد زملائي ، الذي كان محررا ؟؟ في صحيفة عكاظ عند صدورها في ذلك الحين
وقد بعثتها له من مقر دراستي في إيطاليا ، آنذاك .. ولا أعلم حتى تاريخه ، إن كانت تلك الخواطر قد نشرت أم أنها دخلت تحت مظلة " حرية عدم النشر " ، التي يلتزم بها رؤساء الصحف السعودية .



رد مع اقتباس
  رقم المشاركة : ( 7 )  
قديم 15-10-2011, 10:54 PM
 
ميرفت
زائر

 بينات الاتصال بالعضو
   
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
تـاريخ التسجيـل :
الــــــــجنــــــس :
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : n/a [+]
افتراضي رد: أنت من إستبدل ضحكتي بدموعي ( مشروع رواية )

لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة الموجودة بجانب رقم المشاركة ليتسنى اتخاذ اللازم



متابعة .. ;ti


رد مع اقتباس
  رقم المشاركة : ( 8 )  
قديم 16-10-2011, 02:06 PM
 
رهين المحبسين
عضو الشبكة

 بينات الاتصال بالعضو
رهين المحبسين غير متواجد حالياً
   
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 601
تـاريخ التسجيـل : Jun 2010
الــــــــجنــــــس : ذكر
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 532 [+]
افتراضي رد: أنت من إستبدل ضحكتي بدموعي ( مشروع رواية )

لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة الموجودة بجانب رقم المشاركة ليتسنى اتخاذ اللازم



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميرفت مشاهدة المشاركة
   متابعة .. ;ti

--------------------

وأنا أتابعك في صمت .....;ti;ti;ti



رد مع اقتباس
  رقم المشاركة : ( 9 )  
قديم 16-10-2011, 02:13 PM
 
رهين المحبسين
عضو الشبكة

 بينات الاتصال بالعضو
رهين المحبسين غير متواجد حالياً
   
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 601
تـاريخ التسجيـل : Jun 2010
الــــــــجنــــــس : ذكر
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 532 [+]
افتراضي رد: أنت من إستبدل ضحكتي بدموعي ( مشروع رواية )

لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة الموجودة بجانب رقم المشاركة ليتسنى اتخاذ اللازم



3


كان من الصعب علي متابعة هل نشر ام لم ينشر ، نتيجة لتواجدي في الخارج للدراسة …
إتجهت إلى كتابة مايسمى " الشعر المنثور " ، وكانت المحاولات عبارة عن " كلمات " متراصة تبدو لي أن لها جرس موسيقي ، وتحمل بين طياتها صورة أو فكرة .. متأثرا بقول الشاعر الراحل نزار قباني
" شعرت بشيئ ،فكتبت شيئا " ..


ومن الواضح أنني لم أكن ( ولازلت ) لا ألتزم ، لا بالوزن ولا بالقافية .. إلتزمت فقط بالصورة التي اراها أو الفكرة ألتي أتخيلها فيما سميته " قصيدة " أو قصائد ..
جمعت هذه القصائد فيما سميته " حصاد الماضي " ، ثم أعدت تسميته ، إلى " عاصفة الأشواق "
وبالواسطة .. حصلت على موافقة وزارة الإعلام ( طبعا بعد مرور القلم الأحمر) .. على كلمات ومعاني قد تخدش حياء الرجل ، فما بالكم بالأنثى …
ولكن الديوان اليتيم لم يرى النور .. لأنه لم تكن عندي " واسطة " ، في هذا المجال ......



رد مع اقتباس
  رقم المشاركة : ( 10 )  
قديم 19-10-2011, 02:40 AM
 
رهين المحبسين
عضو الشبكة

 بينات الاتصال بالعضو
رهين المحبسين غير متواجد حالياً
   
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 601
تـاريخ التسجيـل : Jun 2010
الــــــــجنــــــس : ذكر
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 532 [+]
افتراضي رد: أنت من إستبدل ضحكتي بدموعي ( مشروع رواية )

لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة الموجودة بجانب رقم المشاركة ليتسنى اتخاذ اللازم



4

الجغرافيا وخطوط الطول والعرض

أثناء دراستي في المرحلة الإبتدائية، وربما المتوسطة كنت مغرما بدراسة الجغرافيا، وكانت تسمى في ذلك الوقت "تقويم البلدان ".. من خطوط طول وعرض ومناخ …
ولكنني كنت مغرما بمعرفة عواصم الدول ، وكنت أحفظ معظمها عن ظهر قلب .. حيث لم يكن عدد الدول المستقلة آنذاك يصل إلى 50 دولة .. على ما أذكر.
الدراسة في الخارج، بدأ بإيطاليا ، ثم الولايات المتحدة الأمريكية .. يعني إنتقالي من تلاقي خط الطول والعرض ، الذي تقع عليه مدينة الطائف .. إلى نقاط إلتقاء خطوط عرض وطول ، لمدينة فلورنس ، وتورينو في إيطاليا ، ومن ثم سانت لويس ، في ولاية ميسوري ( ميزوري ) ، في الولايات المتحدة الأمريكية
قضيت قرابة 23 عاما في في الدراسة .. منها 12 عاما في المملكة .. إبتدائي / متوسط / ثانوي .. في المملكة ، متنقلا بين مكة المكرمة ، والطائف – حيث كان الوالد يرحمه الله يقضي فترة الصيف ، وكانت الطائف " مصيف المملكة ".
الطائف المقر الصيفي للحكومة .. حيث ينتقل إليها الملك وكافة الأجهزة الحكومية ، وتنتعش الحياة في الطائف بقدوم المصطافين … يتم تأجير المنازل التي قد تظل خالية طيلة فصل الشتاء …
كانت السنة الدراسية تبدأ ونحن لازلنا في الطائف ، حيث نلتحق بالمدرسة السعودية في " باب الريع " .. وبعد شهرين أو ثلاثة ننتقل إلى مكة المكرمة .. حيث إنتقلت للدراسة في المدرسة الرحمانية الإبتدائية ، وكانت تقع في " المسعى "
وكان المسعى آنذاك عبارة عن شارع تجاري تقع على جانبيه المحلات التجارية ، ويختلط المعتمرون بالمارة ، أثناء أدائهم شعيرة السعي بين الصفا والمروة ، هذا طبعا بجانب الكلاب والقطط ، والأطفال الذين يمرحون مجيئة وذهابا ، دخولا إلى الحرم المكي وخروجا منه .
وكان عند مدخل باب السلام – على ما أذكر – مكتبة تبيع الكتب والمجلات .. ومن هنا بدأت في قراءة المجلات .. بدأ ب " زوزو " مجلة الأطفال .. ومن ثم إلى مجلة أعتقد كان إسمها " العالم " يهتم بها المراهقون ، لأنها في صفحتيها الوسطى مكانت عادة تنشر صور للفاتنات في ملابس البحر ، أو في وضع مغري .. للمراهقين ( صغارا وكبارا (


ولم يكن هناك يد أو مقص للرقيب الإعلامي ، الذي أصبح يجهز على كل ما يراه حراما ، أو مخلا للأدب ، أو أخيرا .. لا يتماشى مع " خصوصيتنا " .
في بداية المرحلة الإبتدائية كنت من الطلبة المتفوقين ، حيث كنت ألأول على الفصل في إمتحان النقل من السنة الأولى إبتدائي ، إلى الثانية إبتدائي …. وفوجئت بوالدي يرحمه الله يسلمني ساعة يد قائلا هذه هدية من عمك … الذي كان يقطن في مدينة جدة، لأنك من المتفوقين … وكانت هذه أول هدية نجاح أتلقاها في حياتي
أما آخر هذه الهدايا فكانت عبارة عن قلم شيفرز هدية من الوالد يؤحمه الله ، لكوني كنت ألأول على الفصل ، في إمتحان النقل من الثانية / ثانوي … إلى الثالثة/ ثانوي ( توجيهي ) … أخذت القلم إلى خطاط في برحة القزاز في الطائف ، ليحفر عليه إسمي + التاريخ 1380 ه
والآن عندما أتذكر الهدية ( القلم ) الذي لا زلت أحتفظ به ، وإن كان ابناائي أضاعوا غطائه الذهبي
أعتقد أن السبب في الهدية لم يكن تفوقي بحصولي على المركز الأول بين طلبة الفصل ، وإنما كان بسبب إصراري على الدراسة ودخول الإمتحان رغم حالتي المرضية الشديدة ، حيث أصبت قبل موعد الإمتحانات بكام شهر .. بحمى شديدة ، مع إلتهاب في الحلق ، وقد قام طبيب في مستشفى الأمير فيصل بتشخيص الحالة على أنها مجرد إلتهاب عادي في الحلق .. وتطور الوضع لدرجة أنني أصبحت عاجزا عن الحركة ، حتى تحريك أصابع اليد كانت تؤلمني......
ومع ذلك أصررت على دخول الإمتحان حتى لا أتخلف عن زملائي ، مهما كان السبب .. وكنت أحمل حملا .. إلى السيارة ، ومن السيارة إلى الفصل لأداء الإمتحان .



رد مع اقتباس
  رقم المشاركة : ( 11 )  
قديم 05-11-2011, 05:31 PM
 
أحمد الخالدي
زائر

 بينات الاتصال بالعضو
   
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
تـاريخ التسجيـل :
الــــــــجنــــــس :
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : n/a [+]
افتراضي رد: أنت من إستبدل ضحكتي بدموعي ( مشروع رواية )

لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة الموجودة بجانب رقم المشاركة ليتسنى اتخاذ اللازم



الغالي رهين

لم اعرف عن هذا المشروع الرائع الذي بدأت به

ولكن اسمح لي أن أعتبره عيديتك لي وألف شكر

لي طلب .. أن تسهب في الوصف عند وصف مكة المكرمة أو الطائف حيث أن ماتذكره أعتبره توثيقاً لذلك الزمن الجميل ..

ولك أن تعلم أن الجيل الجديد لايعلم الكثير ومنها أنه كان هناك دكاكين في المسعى

سؤال هل قرأت رواية " خاتم " لرجاء عالم ..؟؟

هنا سأتخذ متكئاً أتمنى أن يستمر فترة طويلة .. ولن أكثر من مداخلاتي إلا إن كان هناك ملاحظات أو طلبات

وفقك الله



رد مع اقتباس
  رقم المشاركة : ( 12 )  
قديم 05-11-2011, 10:05 PM
 
رهين المحبسين
عضو الشبكة

 بينات الاتصال بالعضو
رهين المحبسين غير متواجد حالياً
   
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 601
تـاريخ التسجيـل : Jun 2010
الــــــــجنــــــس : ذكر
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 532 [+]
افتراضي رد: أنت من إستبدل ضحكتي بدموعي ( مشروع رواية )

لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة الموجودة بجانب رقم المشاركة ليتسنى اتخاذ اللازم



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد الخالدي مشاهدة المشاركة
   الغالي رهين

لم اعرف عن هذا المشروع الرائع الذي بدأت به

ولكن اسمح لي أن أعتبره عيديتك لي وألف شكر

لي طلب .. أن تسهب في الوصف عند وصف مكة المكرمة أو الطائف حيث أن ماتذكره أعتبره توثيقاً لذلك الزمن الجميل ..

ولك أن تعلم أن الجيل الجديد لايعلم الكثير ومنها أنه كان هناك دكاكين في المسعى

سؤال هل قرأت رواية " خاتم " لرجاء عالم ..؟؟

هنا سأتخذ متكئاً أتمنى أن يستمر فترة طويلة .. ولن أكثر من مداخلاتي إلا إن كان هناك ملاحظات أو طلبات

وفقك الله

---------------

مرحبا أبوحميد

الإسهاب في الحديث والوصف عن مكة والطائف ، يحتاج إلى عين مؤرخ إجتماعي .. وأنا للأسف لا أملك هذه القدرات ..

على كل ذكرت مامر بشريط الذاكرة عن الحرم المكي والمسعى ..

للأسف توقفت عن القراءة منذ زمن .. وجاء ذلك نتيجة ، لبحثي عن كتاب معين ، وعندما سألت عنه

علمت أنه ممنوع من الصرف والدخول .. فعزفت عن القراءة ..لذا للأسف لم أقرأ رواية رجاء عالم

لكن لابد لي من عودة إليها ...

يسعدني وجودك ...;ti



رد مع اقتباس
  رقم المشاركة : ( 13 )  
قديم 07-11-2011, 09:51 PM
 
أحمد الخالدي
زائر

 بينات الاتصال بالعضو
   
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
تـاريخ التسجيـل :
الــــــــجنــــــس :
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : n/a [+]
افتراضي رد: أنت من إستبدل ضحكتي بدموعي ( مشروع رواية )

لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة الموجودة بجانب رقم المشاركة ليتسنى اتخاذ اللازم



لك ولجميع الأحباب عيديتي أضعها في متصفحك

رواية خاتم للروائية السعودية الأستاذة رجاء عالم

http://www.4shared.com/file/MdoU-xa_/__online.htm



رد مع اقتباس
  رقم المشاركة : ( 14 )  
قديم 07-11-2011, 10:36 PM
 
رهين المحبسين
عضو الشبكة

 بينات الاتصال بالعضو
رهين المحبسين غير متواجد حالياً
   
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 601
تـاريخ التسجيـل : Jun 2010
الــــــــجنــــــس : ذكر
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 532 [+]
افتراضي رد: أنت من إستبدل ضحكتي بدموعي ( مشروع رواية )

لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة الموجودة بجانب رقم المشاركة ليتسنى اتخاذ اللازم



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد الخالدي مشاهدة المشاركة
   لك ولجميع الأحباب عيديتي أضعها في متصفحك

رواية خاتم للروائية السعودية الأستاذة رجاء عالم

http://www.4shared.com/file/MdoU-xa_/__online.htm

----------------------

أبو حميد

كيف لي أن أشكرك ؟؟؟

شكرا بكل حروف الهجاء في كل اللغات ..;ti



رد مع اقتباس
  رقم المشاركة : ( 15 )  
قديم 07-11-2011, 10:46 PM
 
رهين المحبسين
عضو الشبكة

 بينات الاتصال بالعضو
رهين المحبسين غير متواجد حالياً
   
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 601
تـاريخ التسجيـل : Jun 2010
الــــــــجنــــــس : ذكر
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 532 [+]
افتراضي رد: أنت من إستبدل ضحكتي بدموعي ( مشروع رواية )

لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة الموجودة بجانب رقم المشاركة ليتسنى اتخاذ اللازم



ذلك ، فإن السمات الأساسية لشخصية رهين تبدأ من الطائف – مع بداية سكننا في حارة اليمانية ، التي تقع بجوار مقبرة إبن عباس ، والتي تقع بين مسجد إبن عباس ، ومنزلنا ...
في ذلك العام ومع بداية الإجازة الصيفية ، بدأنا الإعداد لشد الرحال إلى الطائف، من مكة المكرمة ، كنا ننقل تقريبا كل العفش ( الأثاث) من جلايل ( بساط) ، فرش النوم ، وغرف الجلوس ، وفرش غرف إستقبال الضيوف ... الخ.
يأتي اللوري ( سيارة شحن) ، ويشرف الوالد شخصيا على وضع العفش في اللوري ، ليضمن أن يكون في سطح اللوري في المقدمة ، وجود مساحة لجلوسنا في اللوري ، بدأ من الوالدة شافاها الله ، إلى دادة
حسينة ، وكان الوالد يركب بجانب سائق اللوري ...
وفي حالة قرار الوالد إصطحاب سيارته الخاصة ، يكون معه في السيارة الوالدة ، وإخوتنا الصغار ، ونستمرنحن في الركوب على سطح اللوري
بدأنا السفر بعد صلاة الفجر مباشرة ، بعد تناول الإفطار ، شابورة ، وشاهي بالحليب ....
وركبنا اللوري ، أنا وأخي الأكبر مصرين أن نكون مع العفش ، لنضمن عدم سقوط أي قطعة منه أثناء السفر ، نتيجة لمطبات الطريق ، والسبب الحقيقي ، في السفر بعد الفجر مباشرة ، كسب الوقت ، قبل أن تشتعل شمس السماء ، مما يؤدي إلى إرتفاع درجة حرارة ماطور السيارة ، فيغلي الماء .. ونضطر للتوقف حتى يبرد الماطور ...

كان طريق مكة / الطائف ، عبارة عن عدة مراحل ، تبدأ بالشرائع ، خارج مكة مباشرة ، ثم عدة محطات ، لوقوف السيارات للتبريد ، ولشرب الشاي للمسافرين ، بجانب التعميرة (الشيشة ) لمن يدخن الشيشة ..
من هذه المحطات التي لازالت عالقة في الذهن " البهيتاه " ، وهي منطقة كثيرة المطبات المتلاحقة ، وتسمى حينذاك " بطناج " .. لا أعلم أصل الكلمة ..ولكنها تمثل النتوءات المتلاحقة في الطريق ، والتي تشبه المطبات الصناعية في الوقت الحاضر ، سوى انها متتالية .
ثم هناك محطة " الزيمة " ، وكانتة مشهورة بزراعة الموز .. وبعض المقاهي البدائية شاهي + شيشة
مع بعض الغرف الطينية للعوائل ..
ثم يلي ذلك على ما أذكر السيل الصغير ، والكبير ...
وعندما نشرف على بداية منطقة الحوية ( خارج الطائف ) نعتبر أنفسنا وصلنا الطائف رسميا
وكان طريق الحوية هو الطريق الوحيد المسفلت ، لأنه يؤدي إلى القصر الملكي هناك ، ومن ثم مطار الطائف
.
وتبدأ ذكريات الطائف بوصولنا لأول مرة إلى المنزل الذي إشتراه الوالد يرحمه الله ، في حارة اليمانية
ويقع بالقرب من مقبرة إبن عباس ، التي تفصل بين منزلنا ومسجد إبن عباس رضي الله عنه

كان وصولنا بعد أذان مغرب ذلك اليوم ، أي أننا قضينا قرابة 12 ساعة ، للوصول من مكة إلى الطائف ، نفس المسافة اليوم ، تقطع في حدود الساعة ، بعد رصف الطريق ، في عهد الملك سعود أ و فيصل يرحمهما الله.
بدأنا في إنزال العفش من على سطح اللوري ، بينما كان الوالد يفتح " ضبة " ( قفل) الباب .. عبارة عن قفل خشبي / مزلاج من خشب ، يتم رفعه عن مسقطه ، ثم يسحب في الإتجاه المعاكس ، ويفتح الباب .....

فجأة ظهر لنا كلب كبير كثيف " الشعر " .. أسود اللون ، وبدأ في النباح ، وبدأنا نحن في قذفه بالحجارة ، ليبتعد عنا .. كان الكلب ينظر إلينا باستغراب ، كما لو كنا إقتحمنا مملكته الخاصة... حينها ، ظهر لنا رجل عجوز ، قصير القامة – يصرخ – مالك ومال الكلب ، ما فعل بيكم ؟؟ هو واقف في الزقاق ! هو زقاق أبوكم ؟؟..
إكتشفنا فيما بعد ، أن ذلك الرجل ، هو حج علي من اليمن ، ويتخذ من دكان ، تحول إلى غرفة سكنا له ، في المنزل المقابل لمنزلنا ...

في اليوم التالي ، خرجت مع أخي الأكبر ، نتفقد المنطقة حول المنزل .. كانت هناك 3 شوارع تحيط بالمنزل ، أما الجهة الرابعة فكانت عبارة عن " برحة كبيرة " ( ساحة ) ... قررنا فورا أن تكون ملعبا لكرة القدم ..
بينما الشارعين الصغيرين ، ستكون ملاعب " للكبوش " و " المكر " و " الكبت " ، وشرعة دندن ) الإستغماية ).. أما الشارع الثالث فقد كان متسعا نوعا ما .. ويعتبر طريق عام .. وليس زقاق جانبي .

وطبعا لا بد من شرح بسيط لهذه الألعاب ألتي إختفت ، وحل محلها الآن البلاى ستيشن ؟؟؟؟
- لعبة الكبوش = " الكبش " هو قطعة عظم تقع في مفصل ركبة الخروف .. يتم غسلها وتنظيفها ، وأحيان تلوينها ، حتى لا تختلط بكبوش الآخرين .. آلية اللعبة تتمثل في رسم دائرة متسعة على الأرض ، وتوضع الكبوش ، قائمة على أحد الجنبين لها ، في وسط الدائرة ، يكون عدد الكبوش متساويا لكل لاعب ...
ثم يقف اللاعبون خارج الدائرة بمسافة يتم الإتفاق عليها .. ثم نبدأ في اللعب ، بقذف " كبش " كبير الحجم ، ليصتد م ، بخط الكبوش المرصوصة داخل الدائرة ، وتتمثل مهمة اللاعبين ، في إخراج أكبر عدد من الكبوش ، خارج الدائرة ، وكل مايتمكن من إخراجه ، يصبح ملكا له ، وهكذا تنتقل " ملكية " الكبوش ، من يد إلى أخرى ، نتيجة لقدرة وقوة اللاعب على التصويب (تشبه سوق الأسهم في يومنا هذا)
حتى في لعبة الكبوش كان في " هوامير " .. من يملك كبشا كبيرا لقذف الكبوش داخل الدائرة ، ويكون ماهرا في التصويب ، يخرج بأكبر قدر من الكبوش ، وهي طبعا قابلة للبيع ، حسب حجمها ، ودقتها .. الخ .. ( سوق أسهم .. أسهمها من عظم)
لعبة المكر ، هي ذاتها لعبة الكبوش في الآلية والقوانين ، ولكن يتم إستبدال الكبوش ب "المكر" .. قطعة خشبية ، إسطوانية الشكل ، في طرفيها قاعدة مستديرة ، كان ترد ، وعليها "خيوط الخياطة " ، وبعد أن تفرغ من الخيط الملفوف عليها ، تتحول إلى أداة للعب في سوق الأسهم .... من هذا يتضح لكم أن "أسهمنا " آنذاك في اللعبة تنقسم إلى قسمين ، نوع من العظم = "كبش " ، ونوع من الخشب = " مكر " .. بنفس تقسيم الأسهم اليوم .. أسهم شركات قيادية / كبش ، وأسهم شركات نص نص = مكر
- الفرق بين لعبة الكبوش ، يكمن
أيضا ، في الوسيلة المستخدمة ، لضرب الكبوش القابعة داخل الدائرة ، لا بد أن يكون من نفس النوع "كبش " ، ولكن كبير الحجم ، أما في المكر ، فكنا نستخدم قطعة حجر ، ملساء ، لتدحرج على الأرض ، بنعومة ، لتخبط في المكر ، داخل الدائرة ..

- الكبت – بفتح الكاف والباء ،وليس بضمها ، أصول اللعبة ، فريقين لكل منهما ملعب ، يفصل بين الملعبين .. خط يتم رسمه على الأرض ، بتمرير القدم ملتصقة بالتراب ، لترك الأثر ، الذي يمثل خط "التماس " بين الفريقين ، وآلية اللعبة ، أن يتقدم أحد أعضاء الفريقين ، إلى ملعب الفريق الآخر ، ويحاول " لمس " ، أحد اللاعبين ، بسرعة ويهرب عائدا إلى ملعبه ، إن نجح في ذلك ، فإن اللاعب الذي تمكن من لمسه ، يخرج من اللعبة ، وإن تمكن الفريق ، من القبض على اللاعب المهاجم ، حينها ، يصبح اللاعب المهاجم خارج اللعبة ..
- إلى أن تنتهي اللعبة ببقاء واحد من اللاعبين داخل ملعبه ، وخروج كل أعضاء الفريق الآخر
- شرعة دندن .. معروفة لديكم جميعا على ما أعتقد ، وهي لعبة الإستغماية ، ..
هذه الألعاب هي ألعاب " خارج المنزل " Out Door ، هناك لعبة أخرى ولكنها " داخل المنزل" وتتطلب جلوس اللاعبين أمام بعضهما البعض ، وتسمى " لعبة السقيطة " ويتم إستخدام عدد معين من الحجارة الصغيرة جدا ، ويتم الإحتفاظ بحجر واحد في اليد ، ويرفع مقذوفا إلى أعلى ، وفي نفس اللحظة ، يحاول اللاعب ، قبض أحد الأحجار الموجودة في الأرض ، وهي لعبة تعتبر .In Door ، تم تسمية اللعبة " السقيطة " ، لأن قانون اللعبة ، يعني خروج اللاعب من اللعبة عندما يسقط الحجر ، دون ان، يتمكن من الإمساك به ...
(تشبه العلاقات الدولية ) .. طالما كنت ممسكا بالحجر ، تستمر في اللعبة . !!!



رد مع اقتباس
  رقم المشاركة : ( 16 )  
قديم 10-11-2011, 12:56 PM
 
رهين المحبسين
عضو الشبكة

 بينات الاتصال بالعضو
رهين المحبسين غير متواجد حالياً
   
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 601
تـاريخ التسجيـل : Jun 2010
الــــــــجنــــــس : ذكر
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 532 [+]
افتراضي رد: أنت من إستبدل ضحكتي بدموعي ( مشروع رواية )

لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة الموجودة بجانب رقم المشاركة ليتسنى اتخاذ اللازم



دبوس حج علي


توطدت العلاقة بيني وبين حج علي وكلبه " دبوس " ، وتوطد العلاقة مع دبوس ناتج عن تزويده ببقايا الطعام ، كل يوم ...
أما حج علي فقد توطدت العلاقة معه نتيجة كوني مستمع جيد لحكاياته عن بلده اليمن ، وأنه ترك اليمن هربا من مشاكل عائلية وقبلية ، وكونه إنسان لا يحب المشاكل ... لذلك هجر أو هاجر من اليمن إلى السعودية ، حيث بدأ العمل كعامل ، وحمال أحيانا ، وفي بعض الأحيان يعمل في بيع البرسيم ( علف) ، يشتريه بالجملة من الحلقة ( الحراج) في الصباح الباكر جدا ، ومن ثم يبيعه بالتفرقة على أصحاب الماعز ، وكان الكثير من العوائل لديهم ماعز أو إثنين ، (مصنع ألبان منزلي ) ، للحصول على الحليب ) اللبن ) .. وهي عملية إقتصادية ، حيث أن رأس المال اللازم هو شراء ماعز أو إثنين ، حسب حجم العائلة ، والتكلفة اليومية ، لا تتجاوز حزمة أو إثنين من البرسيم ، يجانب المخلفات الموجودة في الشوارع ، تعتبر مصدرا غذائيا لهم ( الماعز)
كنت أقضي الكثير من الوقت مع حج علي ، يضيفني بكأس من القهوة " القشر " .. والقشر هو قشر البن
حيث تعود أهل اليمن على بيع البن ، بعد تقشيره ، والإحتفاظ بالقشر لهم ، لعمل " قهوة القشر" بينما هو يدخن " المدعى " ( الشيشة) ، بحرق التنباك ( ورق التبغ ) ، وأحيان كنت أختلس سيجارة أو سيجارتين ، أشتريها من صاحب الدكان " مجاهد " ، وكان بالإمكان ، شراء السجائر بالحبة ... وعندما تتوفر السيولة النقدية ، أشتري نصف بكت ( علبة ) دخان أبو جنيه / صناعة إنجليزية ، واتركه أمانة عند عم مجاهد ، للسحب منه .. على مدى أيام ...
وكان مجاهد يمنيا أيضا ، ولكن أعتقد أنه من عدن ، لأنه كان دائم الحديث عن الإنجليز ، وعن الشيخ عثمان
( منطقة لممارسة البغاء ) ، حيث يحصل العزاب ، أو الجنود الإنجليز ، على المتعة الرخيصة .

بينما كان حج علي يحدثني عن اليمن التعيس ، وليس السعيد ، وعن الخضار والفاكهة ، وعن الإمام – الذي كان يقول عنه أنه " ظالم " ، بأخذ فلوس الناس ، بالقوة ، لدرجة أن السجين مطلوب منه أن يدفع " أجرة " القيد ألذي تكبل به يداه ....

وكان يعتب على ألأمير ( آنذاك ) فيصل ، أنه لم يواصل حملته على الحديدة ، وضد الإمام الظالم ، ليصبح اليمن السعيد جزءا من المملكة العربية السعودية ، مشددا على القول أننا قبائل واحدة والعرب أيام زمان ، لم يكن بينهم حدود ....
ولكنني كنت أعلق على رأيه ، بأن ذلك غير ممكن ، لأن السعودية ، بلد .. بينما اليمن بلد آخر ...
وكان يحتج ، بقوله " إنت ماقريت التاريخ " ... السعودية ماكانت بلد واحد ، حتى قام الملك عبد العزيز ، بمحاربة أمراء الجزيرة العربية من نجد ، حتى عسير .. .. ، والأشراف في الحجاز ..
وأنه لولا فكر الملك عبد العزيز ، لكنا اليوم ( آنذاك ) في بلد يدعى الحجاز ، وبلد آخر للشروق ( أهل نجد )... وغيرهم ... لأن الحكم أساسه العدل ، والملك عبد العزيز عادل ، بينما إمام اليمن يظلم اليمن كلها ... بالطبع ماعدا المقربين منه ...

...........
2
راديو : صوت العرب من مكة المكرمة
علاقتي بالراديو بدأت منذ الصغر في مكة المكرمة .. ، حيث كان الوالد يرحمه الله ، عنده راديو كبير الحجم ( في حجم تلفزيون متوسط ) ... عبارة عن صندوق ( دولاب) من الخشب المصقول ، وفي أسفل مقدمته لوحة زجاجية عليها ارقام بالإنجليزية ( الحقيقة هي عربية ، كانت تستعمل في شمال أفريقيا ) ، مع مؤشر خلف اللوحة الزجاجية ، يتحرك بتحريك إحدى الأكر المثبتة في طرفي اللوحة الزجاجية ... وعندما نحرك المؤشر تصدر شوشرة من المذياع ( ميكروفون / سماعة ) ... وأحيان نلتطق أصوات إذاعات ..

كان الوالد يضع مؤشر الراديو دائما على إذاعة لندن ، ويعرف مواعيد الأخبار بدقة ... يفتح الراديو ، وماهي إلا ثوان .. ونسمع دقات ساعة بج بن ... ويستمع للأخبار ، وبعد نهاية يغلق الراديو من جديد .......
كان الراديو يعمل على البطارية السائلة ( مثل بطارية السيارات ) ، في بعض الأشهر / الأيام ، نلاحظ حركة غير عادية في المنزل ، كان الوالد يرسل الخادم ، إلى ماطور تعبئة البطاريات ، لشحن البطارية ، وبعد صلاة العشاء يتوافد بعض أصدقاء الوالد ، إلى " المقعد " ( صالون الضيوف ) .. ويتم إعداد الشيشة ، والشاهي ... مما يدل على حدوث حدث مهم في تلك الليلة .... وعرفت فيما بعد أن الوالد وأصدقائه ، يسهرون تلك الليلة لسماع حفلة السيدة أم كلثوم ( كوكب الشرق ) .. ومن الملاحظ أيضا ، أننا لم نكن نستطيع سماع صوت الراديو .. من خارج المقعد ، وكان ذلك بسبب ، أنهم يضعون صوت الراديو على أقل درجة منخفضة ممكنة ، فقط للسماع ، لمن هم داخل الغرفة فقط .. حتى لا يتسرب الصوت ( الأغاني ) إلى خارج المنزل ، فيهجم المطاوعة ( هيئة الأمر بالمعروف ) ، لأن سماع الأغاني ، والراديو ، يعتبر من المحرمات دينيا ( حسب رأيهم (..
وعند ضبط الراديو ، أو ألحاكي ، تتم مصادرتهم ، وحرقهم وتكسيرهم ، أمام الجمهور ، وربما سجن صاحب المنزل ، لأنه يشجع على الإستماع إلى الرذيلة ، وهذا يعني أن التطرف الديني للبعض ، ليس بجديد على مجتمعنا ...

وكان من عادتنا ، إذا كان عند الوالد ضيوف ( ماعدى سهرات أم كلثوم ( ، أن نجلس في نهاية المجلس ، قرب باب الغرفة ( من باب الأدب ) ... حتى إذا إحتاج أحد الضيوف أو الوالد ، إلى كأس ماء ، أو غيره ، نكون حاضرين للخدمة .....
وكان حديثهم في الغالب يدور حول قضايا الأدب والأخبار ، فكنت أسمع عن المتنبي ، والبحتري ، وأحمد شوقي ، في مواضيع الأدب ، أما في السياسة فأول ما لفت نظري حديث المجلس عن وفاة رئيس الرووس ( ستالين ) ، والله يستر لا تقوم حرب ، لأن رئيسهم كان طاغية وقوي ، ولكنه ماسك الرووس من رقابهم ، وكذلك عن العسكر الذين طردوا الملك فاروق من مصر ، ونصبوا أنفسهم حكاما على مصر ، وأنهم قلبو النظام ، من ملكية إلى جمهورية ..... وأن رئيس العسكر إسمه نجيب ...

لم أكن أعي شيئا من هذه الأحاديث ، ولكنها ظلت عالقة في ذهني ؟؟؟ والعقل الباطن ، حتى كان عام 1956 م
سمعنا في الأخبار ، أن عبد الناصر / رئيس مصر ، أمم قناة السويس ، وأن هذا يعني أن بريطانيا العظمى ، لن تسكت على تصرفات هذا الضابط الصغير ، الذي جاء ليتحدى بريطانيا العظمى ، وأن القناة مهمة جدا لبريطانيا ، بسب مستعمرته / عدن ، وكذلك لأعمالهم في الهند .... الخ

عندها بدأ إهتمامي بالأخبار .. وبدأت متابعتها ، كلما إستمع الوالد إلى نشرات الأخبار من راديو لندن ، وأحيانا من محطة كان إسمها على ما أذكر محطة الشرق الأدنى ؟؟
وتوالت الأنباء عن أزمة القناة ... حتى سمعنا الأخبار ، أن إسرائيل وبريطانيا ، وفرنسا تهاجم مصر عسكريا من الجو والبحر والبر ( العهدوان الثلاثي ( ... وأن عبد الناصر خطب في الأزهر ، يؤكد أن الشعب المصري ، لن يستسلم للعدوان ، أي كان ، وأن المصريين سيقاتلوا من شارع إلى شارع ، ومن منزل إلى منزل ...
وبدأنا أيضا في الإستماع إلى " صوت العرب " من مصر .. بجانب راديو لندن ، ومحطة الشرق الأدنى ..
وفي لحظة كنا نستمع فيها إلى راديو لندن ، سمعنا توجيها إلى الشعب المصري ، بالإبتعاد عن مبنى الإذاعة المصرية ، لأن الطائرات ستضرب إذاعة صوت العرب ، وحولنا فورا إلى صوت العرب ، وكان المذيع يقرأ أخبار المقاومة المصرية في بورسعيد ..... وفجأة صمت المذيع ..... تم ضرب الإذاعة المصرية ، وإسكات
" صوت العرب من القاهرة " ...
ولا أعلم كيف حركت مؤشر الراديو دون إذن والدي ، للبحث عن محطة أخرى لمواصلة سماع الأخبار ..
وإذا بي أسمع صوت مذيع يقول بصراخ وحماس شديدين :-

" صوت العرب من مكة المكرمة "

وكانت تلك اللحظة الحاسمة ( الأولى ) في حياتي الفكرية ، ترقرقت الدموع من عيني ، وأنا أسمع المذيع يكرر " صوت العرب من مكة المكرمة " ....
لم يتمكن الإنجليز من إسكات " صوت العرب " .. لقد إنطلق من كل مدينة وإذاعة عربية آنذاك .......
وبدون أن أشعر ... تم حقني بإكسير " القومية العربية " .. منذ ذلك اليوم ... وتذكرت حينها قول حج علي " العرب مابينهم حدود " ...

ذهبنا في اليوم التالي الى المدرسة ( كنا في الطائف ) ، وكنت في السنة الأولى ، أو الثانية إعدادي / متوسط .. وجدنا غالبية الطلبة ثائرين ،والأساتذة متعاطفين مع ثورتهم ، ضد الحرب على مصر ......
وتوقفنا عن الدراسة ، رفضنا دخول الفصول ، وكيف يمكننا أن ندرس ، وإخواننا في مصر ، يقاتلون ثلاث دول ؟؟؟
وتدخل مدير المدرسة ، بإلقاء خطاب في الطلبة ، قائلا نحن مع إخواننا في مصر .. ولكن من واجبنا أيضا ، أن ندرس ، ونعمل ، لأن العلم والعمل ، هما أساس القوة .. وأن الملك والحكومة ، ماراح يسكتو على ضرب مصر ..
وفي اليوم التالي ، جاءتنا الأخبار أن وزارة الدفاع ، قررت فتح باب التطوع والتدريب للشباب ...والطلبة .
وقمنا جميعا بقيد أسمائنا ، للتدريب ، دون أن نستأذن من آبائنا ..
وعند عودتنا إلى المنزل ، أبلغنا الوالد ، أننا سجلنا نفسنا ( أنا وأخي ) ، للتدريب العسكري ، وقال لا مانع ، ولكننا سنغادر إلى مكة في نهاية الأسبوع ..
واستمرت متابعني للأخبار – الإنذار الروسي لبريطانيا وفرنسا ، والتهديد بضرب لندن وباريس بالصواريخ
محاولة المعتدين الهبوط بالمظلات في بوؤسعيد ، وكيف تمت إبادة معظم الهابطين ، ثم قرار مجلس الأمن الدولي بإيقاف الحرب ( وقف إطلاق النار ) ..... نتيجة لتدخل أمريكا ...
وأعلن عبد الناصر ، فيما بعد ، بدء بناء السد العالي ( كان من أسباب تأميم القناة ).. بمعونة روسية
وسمعت أحد المواطنين ، يعلق على حجم المعونة المالية الروسية ، قائلا.. هذه الفلوس عندهم زي ورق الإسمنت
كما سمعت من الوالد وأصدقائه تعليقاتهم ... جاتنا أمريكا ...
وبدأت الحرب الباردة تحرق أعصابي ، منذ ذلك التاريخ ... حتى إنهيار جدار برلين ، مؤذنا بنهاية الحرب الباردة ، وانهيار الإتحاد السوفيتي ، وسطوع القطب الأوحد " الولايات المتحدة الأمريكية " .....



رد مع اقتباس
  رقم المشاركة : ( 17 )  
قديم 14-11-2011, 01:35 PM
 
رهين المحبسين
عضو الشبكة

 بينات الاتصال بالعضو
رهين المحبسين غير متواجد حالياً
   
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 601
تـاريخ التسجيـل : Jun 2010
الــــــــجنــــــس : ذكر
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 532 [+]
افتراضي رد: أنت من إستبدل ضحكتي بدموعي ( مشروع رواية )

لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة الموجودة بجانب رقم المشاركة ليتسنى اتخاذ اللازم



الدراسة والسياسة والمستقبل

يبدو أن الوالد يرحمه الله قرر شراء منزل في الطائف ، لأنه كان يخطط للحصول على التقاعد من عمله كعضو في مجلس الشورى .. وبناء عليه قرر الإستقرار في الطائف ، بينما يؤدي عمله في مكة المكرمة ، ويعود إلى الطائف في نهاية ألسبوع ، أو كل أسبوعين ، حسب ظروفه.

كان الشتاء قارسا ، والذي نعايشه لأول مرة في الطائف ، من الطبيعي أن المنازل لم تكن مجهزة كما هي اليوم ، بدفايات ، ومكيفات هواء ساخن ...
وعندما تمطر السماء ، نعاني من مياه الأمطار التي تتسرب من سقف المنزل ، وهو ترابي ، مع حصير
على اعمدة خشب كداعم لما فوقها ..

حصلت على الشهادة الإعدادية ( المتوسطة ) من مدرسة ثقيف الثانوية ، والتي في البدء كانت تسمى الفيصلية
وبدأت أفكر في الدراسة والمستقبل ... ماذا أود أن أكون ؟؟؟؟؟؟

يبدو أنه نتيجة للأمراض المتراكمة التي ألمت بي طوال طفولتي ، من سعال ، وحمى أبو الركب ( حمى الضنك ) ، إلى الحمى الشوكية ... وفيما بعد روماتيزم القلب ... كل ذلك أدى بي إلى التفكير في دراسة الطب البشري ..
رغم إهتمامي الشديد بالسياسة ... حيث توالت الأحداث بعد حرب السويس في عام 56 م ، جاءت الوحدة بين سوريا ومثصر عام 58 م ، وولدت " الجمهورية العربية المتحدة " ، ثم في يوليو 58م كانت ثورة الجيش العراقي ، بعد صراع شديد وكر وفر بين دول المنطقة وأمريكا ، حول " حلف بغداد " ، والذي كان يضم إلى جانب العراق ، كل من تركيا ، وباكستان .. وقد عارض الحلف بكل قوة الرئيس عبد الناصر ، و المملكة العربية السعودية .

في نهاية 1959م ، وبداية 1960 م حصل حدثان مهمان في تاريخ المملكة ، ألأول تشكيل مجلس الوزراء ، ويضم مجموعة من المواطنين ممن تلقوا تعليمهم ، في الغالب في مصر ..
أما الحدث الثاني ، والذي سيكون له نتائج هامة في مستقبل التنمية في المملكة ، وهو أمر من الملك سعود يرحمه الله ، بتحويل كل البعثات التعليمية الخارجية ، من الدول العربية ، إلى الدول الأوربية ، والولايات المتحدة الأمريكية ، وهذا الأمر هو نقطة تحول نوعي ، إتضحت فيما بعد ، بعد طفرة أسعار النفط في منتصف السبعينات من القرن ال 20 ...

وبدأنا نسمع همسا ، بأن العمل يجري لإعداد دستور للحكم في المملكة ، وتطوير نظام مجلس الشورى ، ... الخ

وجاءت السنة النهائية من الثانوية العامة ( التوجيهي ) ، وكل الطلبة يتطلعوا إلى النجاح بتفوق ، للحصول على بعثة للدراسة في الخارج ..

كان عدد الطلبة في السنة النهائية ( 3 ثانوي ) 12 طالبا ، منهم على الأقل إثنين من الزملاء المصريين ، الذين يعمل آبائهم كمدرسين في مدينة الطائف ...

في ذلك العام على ما أذكر ، أجريت للوالد عملية إزالة الماء الأبيض من إحدى عينيه ، وبناء على تقرير طبي
حصل على التقاعد ..

وكان الإمتحان النهائي " الثانوية العامة " ... ونجحت بدرجة جيدة ، ولكن مع رسوبي في مادة اللغة الفرنسية ، وكان الطالب يعتبر ناجحا ، إذا رسب في مادة أو مادتين ؟؟ غير رئيسيتين ، وكنت أكره دراسة اللغة الفرنسية ، ومتوقعا السقوط فيها ، لحظة تسليم ورقة الإمتحان للأستاذ المشرف في صالة الإمتحان


الإبتعاث – الوداع الفريد

بعد صدور نتيجة الإمتحان ، بدأنا جميعا ننتظر قرار الإبتعاث للدراسة في الخارج ......
كنت أتمنى دراسة الطب في ألمانيا ....
ولكن قرار الوزارة كان مخيبا لأملي ... دراسة الهندسة المدنية في إيطاليا !!!!!
لم أفكر يوما في دراسة الهندسة ، ولم نعرف يومها ، مامعنى " الهندسة المدنية " ؟؟
وتحدثت مع إبن عمي ، والذي كان قد عين في التي أطلق عليها وزارة الشباب ، بأنني لا أرغب في دراسة الهندسة ، وأرغب في دراسة الطب ، وكانت نصيحته ( جزاه الله خيرا ) ، بأن أقبل البعثة الآن ، ومن ثم .. محاولة التغيير إلى الطب ..
واستأذنت والدي في الدراسة في الخارج ، على أساس انه صدر قرار وزارة المعارف بذلك ..
سألني : ماذا تريد أن تدرس ؟؟
أجبته : أود دراسة الطب ، لكن الحكومة قررت أن أدرس هندسة ، وأن إبن العم نصحني بالقبول الآن ، ومحاولة التغيير فيما بعد ...
قال الوالد على بركة الله .. الله يختار مافيه الخير ..

بناء عليه لابد من السفر إلى الرياض ، لإستكمال إجراءات الإبتعاث ، وكان إبن عمي ،المتواجد مع الحكومة في الطائف ( المقر الصيفي ) .. قد زودني بخطاب إلى أحد اصدقائه( يرحمه الله ) بتسهيل أمور إقامتي في الرياض ، بجانب توفير سكن لي لعدم وجود فنادق في الرياض .

كان لي في الرياض احد الإخوان الذين رباهم الوالد معنا في المنزل ، وإسمه عوض ، كان يعمل موظفا في وزارة المعارف ...

وبدأت إجراءات إتمام الإبتعاث ...
وكانت تتضمن توقيع تعهدا مني بصفتي طالب ، ومن والدي ، بصفته ولي الأمر ، ومن ثم توقيع "العمدة "

لم أعد أذكر تماما ، كيف تمكنت ، من حل هذه المعضلة ، حيث الوالد في الطائف ، وأنا في الرياض ، ورحلات الطائرات ، غير منتظمة ؟؟؟؟

المهم انهيت إجراءات الإبتعاث ، وعدت إلى الطائف ، أعد العدة للمغادرة ، واتصلت ببعض الزملاء ، الذين حصلوا مثلي على بعثة ، واتفقنا على السفر عن طريق القاهرة ، والبقاء فيها عدة أيام ( لتفصيل بدل ) ، حيث لم يكن متوفرا ما نعرفه اليوم من الملابس الجاهزة ...

وجاء يوم السفر إلى جدة .. ودعت الوالدة ، ألإخوان ، ألأخوات ....
ثم ذهبت لتوديع الوالد الذي كان بأمر الطبيب مستلقيا على ظهره ، وممنوع من طلوع أو نزول الدرج (السلالم(
نتيجة إجرائه للعملية الثانية في عينه الأخرى ... وسلمت عليه على يده ورأسه ..

واتجهت إلى الدرج .. وكان معي أخي .. / متجهين إلى الشارع لركوب السيارة ، إلى موقف سيارات الطائف / مكة ...

والتفت فجأة إلى الخلف ، فإذا بي أجد والدي يرحمه الله ، بقامته الفارعة ،ووجهه الصبوح الجاد في آن واحد .... قد نزل إلى الشارع لتوديعي ، رغم تحذير الطبيب ، فعدت في إتجاهه ، أقبل راسه ، واقول له إدعي لي يا ابويا

قال.............

" الله يوفقك " ....


كانت الدعوة التي مكنتني من تجاوز الكثير من الصعوبات ... كلما تذكرتها ....
وكانت لمسة حنان ، لم أعرفها من قبل في حياتي ، ولن أنساها ، خاطر ببصره ... ليلقي نظرة وداع على أول أبنائه ، وهو يغادر للعلم ... ونحو المجهول ..
كان وداعا فريدا ..
ومنذ ذلك اليوم
أصبحت أكره
" الوداع "



رد مع اقتباس
  رقم المشاركة : ( 18 )  
قديم 18-11-2011, 11:58 PM
 
رهين المحبسين
عضو الشبكة

 بينات الاتصال بالعضو
رهين المحبسين غير متواجد حالياً
   
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 601
تـاريخ التسجيـل : Jun 2010
الــــــــجنــــــس : ذكر
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 532 [+]
افتراضي رد: أنت من إستبدل ضحكتي بدموعي ( مشروع رواية )

لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة الموجودة بجانب رقم المشاركة ليتسنى اتخاذ اللازم



الهروب إلى الأمام ( المجهول)


المسافة الزمنية الجغرافية بين بيتنا في حي الشهداء في الطائف ، وبيت أخي الأكبر في حي البغدادية في جدة ، وشريط الحدث بين الطائف وجدة في رحلة الوداع ... ممسوح بالكامل من ذاكرتي ، لم يبق منه إلا مشهد الوالد واقفا منتصبا في الشارع بجانب بيتنا في الطائف ، عندما فاجأني بالنزول لتوديعي ، رغم تحذير الطبيب له بعدم الحركة ، بسبب عملية العين التي أجريت له .

إستيقظت من النوم مفزوعا ، من صوت الطائرة النفاثة ، تزمجر في السماء ، فوق مدينة جدة ، إنتفضت من على الطراحة ( مرتبة النوم).. لإيقاظ أخي الأكبر ، وشقيقي الذي حضر معي من الطائف ، للذهاب إلى المطار ، الذي كان داخل المدينة تقريبا ...
خرجنا مسرعين ، إلى المطار لأننا فعلا تأخرنا ، عن موعد الحضور إلى المطار ، ولولا صوت الطائرة النفاثة من نوع " كوميت " ، التابعة للخطوط المصرية ، لفاتتني الرحلة .
كنت آخر الواصلين من الركاب ، أخذوني فورا إلى الطائرة ، بعد إجراءات الجوازات ... وأقلعت الطائرة !!

كنت قد إتفقت مع زملائي في السفر ابو خليل ، ابو معادن ، التركستاني ، على أن نلتقي في فندق "جراند أوتيل " ، لأننا نسافر على رحلتين مختلفتين ، وكان سفري قبلهم بيوم واحد ،
لا أذكر أيضا كيف وصلت إلى مطار القاهرة ، ولا كيف وصلت الفندق ؟؟
كما لا أذكر كيف مر يومي الأول في القاهرة ؟؟؟

في اليوم التالي ، ربما قريب الظهر ... سمعت طرقا على باب غرفتي في الفندق ... فتحت الباب ، فإذا بالزملاء واقفين أمامي ، عند باب الغرفة ....
وكان أول سؤال لهم وجهوه إلي .. ماذا فعلت البارحة ؟؟
فوجئت بالسؤال ، وإن كنت عرفت المغزى منه ..
- لا شيئ .. كنت تعبان ... ونمت طول الليل .

تم إختيار ابوخليل ، كرئيس للفريق ، حيث سبق له زيارة القاهرة ، ولديه خبرة في التعامل مع الإخوة المصريين
وكان أول قرار ، ضرورة البحث عن شقة مفروشة ، لأن إيجار غرفة واحدة في الفندق = إيجار شقة ، ونحن 4 أشخاص ...
القرار الثاتي ، هو البحث عن خياط ، السبب الرئيسي لوقوفنا في القاهرة ، وبقائنا فيها لعدة أيام ..

بدأنا البحث عن شقة ... كان أهم شيئ بالنسبة لي أن يكون حمامها نظيفا قبل كل شيئ ..
وجدنا شقة في منطقة العجوزة ... ملتقى السعوديين في القاهرة ، في ذلك الحين .. تم إستئجارها ، بمبلغ 30 جنيه على ماأذكر .. واضطررت لدفع 10 جنيهات لتنظيف الحمام ، من حسابي شخصيا .
- الهدف الثاني / الخياط ... تعرفنا أو دلونا على خياط ، بالقرب من " جراند أوتيل "...
- ذهبنا إليه جميعا / سوية ، كأننا حجاج ، وكل منا يمسك بيده قطع من القماش ، التي إشتريناها من السعودية ، قبل سفرنا ، لأن القماش المستورد ، سعره أرخص في السعودية ، عنه في مصر .....
وبدأنا السياحة أو بالأصح الصياعة في القاهرة ... لمدة 3 أسابيع ...
كان برنامجنا اليومي يبدأ ، بشراء تذاكر السينما ، وما يتبقى من مصروف اليوم ، نتغدى ، ونتعشى به فولا وطعمية في مطعم " التابعي " ..
بينما في الغذاء ، نبحث عن مطاعم تقدم المكرونة " الإسباجتي " ، حتى نتمرن على أكلها .. قبل وصولنا إيطاليا ....
تعرفنا على مطعم شبه راقي ... يقدم الإسباجتي ... وأصبحنا مواظبين على نفس المطعم ، وطبق الإسباجتي ، كما لو كانا من فروض الصلاة ، وفي نفس الوقت إكتشفنا ، أن قائمة الطعام ، مكتوبة أيضا باللغة الإنجليزية ، والفرنسية .... وقررنا ضرورة الإستيلاء على القائمة ، لأنها ستفيدنا في إختيار الطعام ، في سويسرا ،/ جنيف ، حيث يقع مكتب الملحق الثقافي السعودي في أوروبا كلها ..، لذلك من الواجب زيارة مكتب الملحق الثقافي ، قبل توجهنا ، إلى مقر الدراسة ....
تمكن أحدنا ، من إخفاء قائمة الطعام ، خلسة في البنطلون ، وقام ، بتزرير الكوت ( الجاكت ) .. ليخفيها عن عيون الجرسون .. رغم حرارة الجو ...
كان برنامجنا اليومي ، التسوق في الصباح ، لشراء ملابس ، خاصة البيجاما الكستور ، إستعداد لشتاء أوروبا .. من محلات عمر أفندي ، وشيكوريل ... على ما أعتقد ..، ثم الغداء / إسباجتي ، ثم العشاء / فول وطعمية ، ثم السينما ..

في أحد الأيام ، قررت ، أنا وبامعادن ، أننا لا نرغب في الذهاب إلى السينما ، وأننا سنذهب إلى أحد الكازينوهات ، على النيل ... لنستمتع بمنظر النهر الخالد ...

وفعلا ذهبنا بعد العشاء ، إلى كازينو ، أعتقد كان يسمى " كازينو النيل " .. إخترنا طاولة على طرف الكازينو ، وعلى النيل مباشرة .. وجلسنا نحدق في النيل ، وأتخيل أغنية عبد الوهاب ...
أأغصن تلك أم صبايا **** شربن من خمرة الأصيل ؟؟؟
مر الوقت دون ان نشعر ، ونحن نحدق ، في ذلك الكم الهائل من المياه يتدفق ، ولم نكن قد شاهدنا ، مثله ، إلا في أيام هطول الأمطار بشدة على منطقة الطائف ، وتسيل على إثره السيول ...
وتذكرت " عين المثناة " .. التي تروي البساتين هناك .. تنساب في هدوء وكسل ، بينما النيل .. يبدو كأنه يسرع للقاء البحر ..
وفجأة خرجنا من تأملاتنا ، على صوت الجرسون .. يقول لو سمحتم ياباشوات .. عايزين نقفل .....
كانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل ..
لم نكن نرغب في مغادرة الموقع ... كنا في حالة نشوة غريبة .. أجبناه ، لكن نحن نود البقاء ...
- ياعم عايزين نقفل ونروح بيوتنا ..
- - مافي مانع إنتو روحوا .. وإحنا راح نجلس ..
- تجلسوا إزاي .. دي الزباين كلهم روحوا .. حتجلسوا لغاية إمتى ؟؟
- لغاية ما تطلع الشمس ، عايزين نشوفها ، وهي تبوس النيل في الفجر ..
- تبوس النيل ، إنتو أكيد مجانين !! الله يرحم والديكم .. أنا عايز أروح أنام ..، ولازم ، أشيل الطاولة ، وأقفل باب الكازينو ..
- عندنا فكرة ، قول لنا ، راح تحط الطاولة فين ، وإحنا نحطها ، قبل مانخرج ، من ناحية الباب ، إقفله .. نحن راح ننط من فوق السور ..
- لم يجد الجرسون حلا ، سوا أن يرفع المفرشة الموضوعة فوق الطاولة ، ويغادر الكازينو ، بعد أن أغلق الباب علينا .. ونحن جالسين نحدق في النيل ..
- ولكن إعترانا الخوف .. من أن يظن البعض من المارة بنا ظن السوء .. فتسلقنا السور .. وخرجنا .. أخذنا تاكسي ... العجوزة لو سمحت .
..............
إنتهى الخياط من إعداد البدل والبنطلونات ، وانتهينا من شراء الملابس الصوفية ..... .....
وقارب وقت الرحيل ، عن القاهرة ، التي كانت أول " صدمة حضارية " ، تواجهنا ، بعد خروجنا من الطائف
النساء غير محجبات – " الحرية" ، والتقنية متمثلة في رؤية التلفزيون لأول مرة في حياتنا ...، حيث صرخ زميلي أبو خليل – تعال أجري ... شوف ... وخرجت من غرفتي إلى الصالون .. حيث يقف أبو خليل مشدوها ... وقائلا ... شوف المذيعة تحدثنا من الراديو ، وشايفين صورتها ، مو بس صوتها .... يالطيف .. إيش هذا ؟؟؟
قلت له هذا ليس براديو ... هذا إسمه تلفزيون ، لم يسبق لي رؤية التلفزيون حقيقة ، ولكنني قرأت عنه في المجلات ، حيث كانت أول محطة تلفزيون في العالم العربي ، كانت قد أنشئت في بغداد ، في العهد الملكي ، ربما في عام 1957 م ، أو بداية 1958 م ... قبل ثورة الجيش هناك ، واستغلته ثورة تموز .. لعرض صور القتل والسحل ، وتوج ذلك فيما بعد ، في ستوديو التلفزيون ، حيث تم نقل صورة الزعيم الأوحد عبد الكريم قاسم ، بعد تنفيذ حكم الإعدام فيه في نفس أستوديو التلفزيون ، كما قرأت في الصحف فيما بعد ....

كما ذكرت كانت تذكرة سفري ، على الخطوط المصرية ، بينما بقية الزملاء ، كانت تذاكرهم على خطوط KLM ، حاولنا ، حاولنا تبديلها لنكون على طائرة واحدة ، عند مغادرة القاهرة ، إلى جنيف ، ولكنه تعذر ذلك ، لأن التذاكر كانت مغلقة على نفس الخطوط .. ولا يمكن تبديلها ، أو تحويلها .....
وبالتالي كان لابد من السفر متفرقين ، وحسب جدول الرحلات ، لكلا الخطوط ، لم تكن هناك رحلتين لهما في يوم واحد ، وهكذا لابد من السفر في مواعيد مختلفة ...، ونتيجة لذلك كانت رحلتي إلى جنيف قبل رحلة الزملاء بيوم واحد أو إثنين ..
وكان خط الرحلة ، القاهرة / جنيف / روما ( وهي محطتي النهائية للدراسة ) ، ومن ثم أقوم بتغيير الخطوط ، إلى خطوط أخرى ، ربما الإيطالية ، أو السويسرية ، لرحلة روما / جنيف ....

أقلعت الطائرة في طريقها إلى روما ... بينما انا غارق في التفكير ، في مسألة تغيير الطائرة في روما ...

كان يجلس بجانبي في مقعد الطائرة ، رجل يبدو أنه مصري الجنسية ، ضخم الجثة ، ذو شوارب كثيفة ، واستبشرت خيرا ،لأن لغتي الإنجليزية ضعيفة جدا في المخاطبة ، رغم أنني كنت من الطلبة المتفوقين فيها
وبدأ هو الحديث بعد فترة من الإقلاع ..
- الأخ من فين ؟
- - من السعودية
- - أهلا وسهلا ... أنا من مصر .. مسافر إلى فين ؟؟
- إلى جنيف .. ، وأنت ؟
- إلى لشبونة في البرتغال .... أصله أنا رايح السفارة المصرية هناك كملحق عسكري ، أن أصلا من سلاح المظلات ، .... وإنت رايح جنيف تعمل إيه ؟؟
- - انا رايح جنيف ، في طريقي إلى روما ، حيث سأدرس هناك ..
- طيب ما الرحلة دي رايحة روما ، تروح جنيف ليه ، وبعدين ترجع تاني ؟؟
- - أصل الموضوع ، أنا مبتعث من الحكومة للدراسة في إيطاليا ، ولكن الملحقية الثقافية لكل أوروبا ، موجودة في جنيف ، لذا لابد من الذهاب إلى جنيف أولا ، لإنهاء الإجراءات ، وبعد هذا .. أعود إلى روما ..، ورحلتك إنت إلى برشلونة ، راح تكون على نفس الطائرة هذه ؟؟؟
- - لا .. لازم أبدل طائرة ، للذهاب إلى برشلونة ، وإنت ؟؟
- انا ايضا لازم أبدل الطائرة ، بأخرى متجهة إلى جنيف ..على الخطوط السويسرية .. ، فهمت في المطار في القاهرة ، أنني سأظل في مطار روما حوالي 3 ساعات ..
- انا ايضا سأظل 5 ساعات تقريبا .... أهي فرصة نتفرج على مطار روما ، ونشتري حاجات من السوق الحرة .
- - إيه يعني السوق الحرة ؟؟
- - يعني البضايع إللي فيها ، مش مدفوع عليها جمارك ، يعني ارخص من البضايع جوا البلد
هبطت الطائرة في مطار روما .. وبدأنا في الخروج من الطائرة ، ... متجهين إلى مبنى المطار ....
عند دخولي من البوابة ، لاحظت وجود " مضيفة " للخطوط المصرية ، فاتجهت إليها فورا ...
بادرتني بالحديث بالإنجليزية ، .. فسألتها .. تتكلمي عربي ..؟ أيوه ... أهلا وسهلا .. عايزني أخدمك في حاجة ؟
- انا مواصل إلى جنيف ، وأخرجت لها التذكرة .... نظرت إليها .... آه ... حتسافر على الخطوط السويسرية ... إمشي على طول .. واتبع اللوحة إللي مكتوب عليها ترانزيت ... حتلاقي في النهاية مكتب الخطوط السويسرية
- ولكنها لاحظت كعب تذكرة الحقيبة .. وصرخت ... ياخبر دانت الشنطة بتاعتك حتنزل في روما ، إنت مش قلت لهم ، في مطار القاهرة ، إنك رايح جنيف ؟؟
- - أجبتها .. نعم .. قلت لهم .. كان جوابهم حتبدل الطائرة في روما ... ولم يذكرو لي شيئا عن الشنطة ..
- بس مفيش مشكلة .. لما توصل عند الطيران السويسري ، إبقى قوللهم ، إن شنطتك ، حتدخل روما .. يحولوها لك إلى جنيف ..
- - شكرتها .. واتجهت إلى حيث أرشدتني .. ولكن كل فكري مع الشنطة ، والملابس التي فيها ؟؟؟
- لاحظت خلفي زميلي في الرحلة الملحق العسكري المصري ..
- بادرني بالسؤال .. إنتى حتروح فين ؟
- رايح الخطوط السويسرية ، حتى أغير الرحلة إلى جنيف
- طيب أنا اعمل إيه ؟
- إنت مسافر على أي خطوط ؟؟
- على البرتغالية
- تعال نمشي سوا ، اناا ابحث عن السويسرية ، وإنت عن البرتغالية ..
- لاحظت لوحة الخطوط السويسرية ، فاتجهت إليها ، قائلا له ، انا وجدت الخطوط ، إستمر إنت في البحث عن البرتغالية
- أشوف إيه يا إبني .. أنا جاي معاك ، هو أنا اعرف برتغالي ، ولا طلياني ...
- إتجهت إلى مكتب الخطوط السويسرية ، ورأيت ذلك الوجه الصبوح والشعر الأشقر والعيون الزرقاء
- وعلق زميل الرحلة .. شوف ياعم نعمة ربنا .. مش الستات بتوعنا إللي لابسينا أسود في أسود ، كأنهم حزنانين ، على موت ابونا آدم ..
- انا كنت في القاهرة ، والسيدات لابسين ملابس عادية مش سودا ولاحاجة
- لا أنا بتكلم عن نسواننا في القرية ، إللي إتولدت فيها
- بادرتني المضيفة Yes can I help you
- أجبتها أنا محتاج ألف هيلب .. ، سلمتها تذكرتي .. نظرت إليها ، ثم قالت باسبورت ، أعطيتها جواز السفر ، تأكدت من وجود تأشيرة الدخول ، ثم سألت يوور لاقج ؟؟
- لم أفهم سوى كلمة يوور
- - رفعت شنطة يدها .. وأشارت إليها ..
- كان معي شنطة يد صغيرة ، وضعت فيها شبشب زنوبة ، لأنني نسيت وضعه في الشنطة الكبيرة ، فأعطيتها الشنطة ، وأنا خايف تفتحها ، تلاقي فيها الشبشب ..
- - أجابت نو نو نو .. بج ون ، واشارت بيدها " Big " ..
- عرفت انها تقصد شنطة السفر .. أعطيتها كعب بطاقة العفش .. نظرت إليها .. ثم فغرت فاها .. وتمتمت بكلمات لم أفهمها ... رفعت سماعة الهاتف الذي كان بجانبها .. ثم بدأت الحديث بلغة لم أسمع بها من قبل ، ليست الإنجليزية ، التي افهمها ، ولا الفرنسية التي درستها ، ولم أنجح فيها .. كانت الجمل تخرج من فمها مموسقة !!!! وفي جمال المتحدثة .. ثم إلتفتت إلي قائلة ون مومنت بليز ..، ونحتني جانبا ، لتخدم المسافر في الطابور بعدي ..
- كان الواقف خلفي زميل الرحلة المصري .. نظرت إلى تذكرته ..ثم قالت له سوري .. هذه الخطوط السويسرية ، لازم تتجه إلى خطوط أيبيريا ....
- نظر إليها صاحبنا ، ثم نظر إلي وتسائل ... هي بتقول إيه ؟؟
- أعتقد بتقول لك لازم تذهب إلى الطيران البرتغالي ..
- هو أنا عارف برتغالي من ليموني ..
- وسألتنا .. وات لانجويج ؟؟
- عربي
- أرابيك
- ييس
- أخذت ورقة وكتبت عليها إسم الخطوط أيبيريا باللغة الإنجليزية ، وأعطتها له ، وأشارت له بيدها ، أنها في نهاية الصالة..
- تطلع إلى سائلا .. أعمل إيه ؟؟
- المضيفة كتبت لك إسم الخطوط ، وبتقولك ، إنها في نهاية الصالة ، وعليك أن تلاحظ لوحات المكاتب ، حتى تجدها ، ثم سألته .. إنت ماتعرف إنجليزي ، ... لا إنجليزي ولا بلى ..
- ولا برتغالي
- - برتغالي إيه إنت كمان ، هو أنا عارف إنجليزي ، حتى أعرف برتغالي .. وتركني واتجهت إلى نهاية الصالة..
بعد لحظات ، مرت بي كأنها ساعات ، في إنتظار خبر الحقيبة والملابس ... لاحظت أحد العاملين في المطار ( عرفته من لون الملابس ) .. يحمل شنطة مثل شنطتي ، قادما إلينا ..
توجهت إلى المضيفة ، وأنا أشير إلى الشنطة قلئلا ذس ذس ذس
ضحكت وقالت ييس ييس أي نو
تعجبت كيف تعرف شنطتي ، وهي لم يسبق لها رؤيتها ..
ماهي إلا ثوان ، وكان العامل الذي يحمل الشنطة يضعها على الميزان .. وتحدث إلى المضيفة ... .
فأعطته كعب بطاقة العفش ... نظر إليها ، ثم نظر إلى النصف الآخر من البطاقة في الشنطة ، قارن بينهما .. ثم مزقهما .. وسلم الشنطة للمضيفة .. وضعت المضيفة بطاقة عفش جديدة ، وأعطتني كعبها ..، ومعها كرت طلوع الطائرة ، وقالت لي Gate 22 ، ولم أفهم كلمة قيت .. ونظرت إليها متسائلا ؟؟
أشارت إلى البوابة التي أمامنا ، وكانت تحمل رقم 15 ... كتبت 15 وأشارت إلى البوابة ، ثم أشارت إلي وكتبت 22 .. وأشارت إلى سهم يوضح الإتجاه ..
شكرتها .. واتجهت حسب السهم ..، إلى البوابة 22
وصلت إلى حيث البوابة ، وجدت أمامها طابور ... وقفت معهم .. حتى حان دوري ، وأنا واقف امام المضيفة " الحلوة " أيضا .. التي تتأكد من بطاقات الصعود .. نظرت إلى بطاقتي .. وقالت نونو نو
ذس إز نت يور فلايت .. طبعا لم أفهم .. أشارت إلى لوحة على البوابة تحمل رقما .. وأشارت إلى رقم رحلتي على بطاقة الصعود المختلف عنه .. وأشارت بأصابعها 3 أورز ..
فهمت علي الإنتظار 3 ساعات ..
ثم أشارت إلى الوحة على البوابة ومن ثم إلى بطاقة الصعود .. ووضعت إصبعها على رقم الرحلة ، وأشارت من جديد إلى اللوحة ، قائلة جنيف ....
سألتها بإنجليزية ركيكة .. كان أي وووك ..إيربورت .. ( هل يمكنني التجول في المطار )
أجابتني ييس .. تطلعت حولي لأحدد موقع البوابة 22 ، حتى لا أضيع .. وبدأت التجول ،
لاأعلم أي إتجاه أخذت ، كان الظلام قد بدأ يلف المطار ، وأنا أشعر بجوع شديد ، وليس معي نقود إيطالية ، وأخشى لو إستخدمت الدولارات التي معي ، أن يضحك علي الإيطاليون ، فقد نبهونا الإخوة في مصر أن الطليان " حرامية " .. فقررت الصبر على الجوع ، حتى أصل الفندق في جنيف .....
وبدأت التجول .... وفجأة أجد أمامي زميل الرحلة المصري / الملحق العسكري ، وصاح بي إنت فين ياأخي؟
سألته إن كان قد وجد مكتب الخطوط البرتغالية ؟ .. أجاب بنعم .. وأن رحلته لا زال أمامها على الأقل 4 ساعات ... وأنها فرصة لنا لنتجول في السوق الحرة ، واتجه بي تجاه السوق مباشرة ، إلى محل بيع آلات التصوير ، وطلب مني أن أسأل البائعة عن سعر الكاميرا ، التي أعجبته .....
سألتها بإنجليزتي المكسرة How much ? ، أجابت .. ب .. لم أعد أذكر المبلغ .. ترجمت له ، فقال الله دي غالية أوي ، إزاي يقولوا سوق حرة – يعني هما أحرار في رفع الأسعار ؟؟
وتسائلت بيني وبين نفسي ، كيف يمكن لدولة مهمة ، مثل مصر ، أن ترسل شخصا كملحق عسكري ، وهو لا يجيد أي لغة أجنبية ؟؟
علمنا فيما بعد أن مثل هذه المناصب ، يرشح لها طائفتان :-
- المقربون من السلطة ، حتى يعيشوا في بلاد برا ، ويتذوقوا " اللحم الأبيض المتوسط " ... كما ورد في مسرحية ريا وسكينة ..
- المغضوب عليهم ، لإبعادهم عن مراكز إتخاذ القرار ..

ولاعجب إذا كنا لازلنا دولا متخلفة ، سبقتنا شعوب كان خطوها وراءنا .. كما قال شيخ الأدباء في السعودية الشيخ أحمد السباعي ، يرحمه الله .

إتضح لي أنني لو إستمريت مع زميل الرحلة ، فإنني سأعمل مترجما له ومطوف في السوق الحرة ...
إستأذنت منه بأنني ذاهب إلى الحمام ، واتجهت في الإتجاه المعاكس للسوق .
وفعلا إتجهت إلى أماكن الحمامات ، متبعا الإشارات الموضوعة في بعض أنحاء المطار ...
دخلت ، وجدت رجالا واقفين ، يتبولون أمام حوض للتبول ، ملصق بالحائط ... !!!
لم نكن متعودين أن نتبول بوجود الآخرين بقربنا ، ولكنني تعودت على التبول واقفا ، عندما نكون في الخلاء خارج المدينة .. في السعودية ... ولابد مما ليس منه بد .. تجهزت ، وبدأت أحاول أن أتبول مثلهم .. وكان بجانبي إثنان يتبادلون الحديث أثناء التبول ، كما لو كانوا جلوسا يحتسون الشاي أو القهوة ... ، ولكنني لم أستطع التبول ، بوجود الآخرين ... وقررت الإنتظار حتى أركب الطائرة ، وأغلق الباب علي في حمام الطائرة ..
بعد عدة أشواط في المطار ، كأنني بين الصفا والمروة .. – مع الفارق طبعا - رأيت خلالها .. " الأمم المتحدة " ، الهندي ، الصيني ، الإنجليزي ، العربي .... الخ كل أجناس العالم ..
إتجهت إلى البوابة 22 ، وبعد قليل بدأ الميكروفون ، يعلن عن موعد إقلاع طائرة الخطوط السويسرية رقم .... ، إلى جنيف .. كان الليل قد أسدل ستاره على روما .. وقفت مع المسافرين في الطابور ......
دخلنا الطائرة .. تم إغلاق الأبواب .. تحركت الطائرة في إتجاه موقع الإقلاع .... إلى جنيف ......
وبعد الإقلاع ، وما أن أطفئت ، إشارة ربط الحزام ، حتى كنت أقفز قفزا .. في إتجاه الحمام ...لأتبول منفردا ، وخلف باب مغلق .



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيف تكتب رواية؟ مدور الهين واحة الشبكة 3 21-06-2013 10:22 AM
مشروع النهضة هل هو مشروع عدواني؟ سامح عسكر الديوان العام 25 14-01-2013 08:27 AM
اللهم إستبدل آل سعود بمن هم خير منهم ( من يقول آمين ) ؟ السّهم الديوان العام 35 04-03-2012 07:12 AM
رواية رحلة السراب رضا البطاوى ديوان الأدب والفنون 2 31-01-2012 04:30 PM
رواية (زوار السفارات) = رواية (صحوية) تتعم الليبراليين بالعمالة والانحلال الأخلاقي rami Yazan الديوان العام 12 02-03-2011 09:11 PM


الساعة الآن 12:38 PM


الشبكة الليبرالية العربية شبكة حرة مستقلة وجميع ماينشر فيها لايعبر بالضرورة عن رأي الإدارة