إله آشوري

[قديس الحرف]

هنا أنا و أنا الأخرى ... كوني بالقرب ليكون للحرف رونق و معنى .

[قديس الحرف]

( إله آشوري )

عُدتُ لأصرخ بوجه الفراغ
هذا الفجرُ مُلكي أنا
فـ بهِ أكتُب وأبكي
وبهُ أُصارح نفسي
وبهِ أزور ، أماكني المُفضلة ،
لأكون بعيداً عن الضجيج
وأهرب من العقول الفقيرة
وأختارُ كـ ملكاً مُتجبر
لشعري وخواطري أميرة
وأختطفُ الألحان من فم الناي
واسرقُ قُبلةً من شفاه النساء
وأغتصب الحروف .. حرفاً حرفاً
لأُعيد للأبجدية رونقها
وأصرخُ بوجهِ الفراغ ثانيةً
أنا نغمٌ حزين
أنا حرفٌ يتيم
أنا تحطمت كإلهٍ آشوريٍ قديم !
أنا لا شيء في الواقع
وعِدةُ أشياء على الورق
عاشقٌ ينتظرُ الربيع
وكاتبٌ بديع
وشاعرٌ وديع
ومنافقٌ مُطيع
ووحشٌ مُريع
وجنرالاً فضيع
وثعلبٌ سريع
وناراً وصقيع
أنا اسمٌ ممنوعٌ من الصرف
وأنا قديـسُ الحــرف


{ قديــس الحــرف }

فابريزيو دي اندريه

[قديس الحرف]

المجدُ لكِ و لشعركِ الطويل

و المجدُ كل المجد لكِ , ولماضيكِ الجميل ..

لكِ المجدُ أمد الدهر ..

ولتسقط كل النساء من بعدكِ يا صاحبة الشعر الطويل .


قــديــس الحــرف

[قديس الحرف]

\f0\fs22 \cf0 \cb2 \expnd0\expndtw0\kerning0
\outl\strokewidth181 \strokec3 \cell \lastrow\row}



أمشي فيمشي
أبُطئ فيُبطئ
سألتهُ والضباب يخنقُ نفسه
إن كنت أنت أنا ؟
فمن سأكون أنا ؟
رمقني بعينين هزيلتين وقال لا شيء
وربما تكون أبجدية نهشها الزمان
فأنت وحزنك على ما حدث
لا شيء
وستبقى كرمادِ الحريق .. لا شيء
ولكن لي أشياء هٰهُنا : قلت
قال : حتى هذا الحُطام سيبقى حُطاماً
فلماذا تُطيل التأمل بالفراغ والهدوء يعوي
همستُ : هُنا كانت مدرستي !
وذلك الرُكام قد كان منزلي
وبهذه الساحة المُرهقة من عطش الليل
كنتُ ألعب بالطين ..
اتكئ على حائطٍ من ظلام وتمتم لظِله :
كيف للاشيء ذكريات ؟
وهذه الأزقة كعجوزٍ تُعاني من آلام المفاصل
ستنهار لاحقاً فلما أنت هُنا ؟ سألتهُ !
أجاب : أصفح الموت عني
فأتيت اجمع ما تبقى من الظِلال والرماد
وأمضي
وأنت ؟
قلتُ بحثاً عن مأوى بين هذا الخرابِ
فالمفردات أمست بلا معنى
والمعنى بلا حِس
والحِسُ يفتقر للملامحِ والصفات !
مضينا معاً نحو زيتونةٍ أضاعت ظِلها
فأشار إلى بقايا شارعٍ حزين
وأومئ إلي يقول : هُنا كان يفترش الباعةُ
بضائعهم
دُخاناً ورسائل مكتوبة للاشيء
وورداً أحمراً وياسمين
وهنا بحثت المعشوقة عن جُثة عاشقها
فكان حِفنةً من رماد !
قلتُ : هذه المواقف شاهدة على نفسها
هنا سنفترق !
قال إلى أين ؟
قلت حيثُ المكان يتيم العنوان
وأنت ؟
قال : سأبحث خلف تلك الحدود عن وطن
لكني سمعتُ أن خلفها لا شيء سوى
أشباحُ مُدنٍ وموسيقى ذاتُ نغمٍ كئيب
لذلك قد أغير وجهتي .. بحثاً عن بُندقية وكفن
ففي هذه البلدة أصبح الأموات يدفنون الأموات !
وافترقنا أنا وأنا الأخُرة
ولم تجمعنا حتى اللغة .

{ قـديـس الحــرف }

٦ / ٤/ ٢٠١٣

[قديس الحرف]

و ألهميني
و قولي لي بأن للحرف روحاً .. و أوهميني
أننا سنبقى معاً ولو بالخيال ..
قولي لي بأن الغد أكثر أماناً
واتركيني نائماً .. أمد الدهر