|
ديوان الأدب والفنون الطرح الأدبي من شعر ونثر وقصة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في الذكرى العِشرون ..
لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة
الموجودة بجانب رقم المشاركة ليتسنى اتخاذ اللازم
عشرون مَرّت ..
عشرون فُراقاً .. و أنتُما في نَعيمٍ بعيد .. عشرون حسرةٍ ألمّت .. بحياتي ، بحياةِ ذلك الطفلِ الصغير .. عشرون وعدٍ و غدرٍ نُقِشت بِكُرّاستي ، على تقاسيمِ وجهيَ النحيل .. سلامٌ عليكم ورحمة منه و ( قُبلة ) .. على جبينكما على مجلِسِنا القديم .. سلامٌ على السماء و الملآكِ الذي يرسُم بالذهب و بالحرير ، لوحةً لكما أراها من بعيدٍ مِن بعيد .. سلامٌ لكما طول العُمُرِ و عددَ ما غرّد الشحرور وغنّت في أعشاشِها العصافير .. سلامٌ تتقازمُ عِندَ حضوره أصحابَ المعالي و السعادةِ و و الجلالةِ و الفخامة و ضُبّاطِ التحرير .. عُشرونَ مساء .. بها جدّفتُ وحيداً و عِشتُ شريداً و نِمتُ حزيناً .. عِشرونَ لعنةٍ طاردتني .. و صارعتني و صرعتني في مضمار الشقاء .. عِشرونَ تنهيدةٍ إقتلعت مابقي بصدريَ من أنفاسٍ و رجاء .. عِشرونَ خيبةٍ خيّمت عليَّ كبردِ الشتاء .. حين يهبطُ إلينا دون إستئذان .. عِشرونَ دمعةٍ رسمت طريق العناء .. عِشرونَ ذكرى و مَبكى ، عِشرونَ منفى ، عِشرونَ وصفةَ دواء .. عِشرونَ مشنقةٍ عَلّقتها بعد مُنتصف المساء .. عِشرونَ كأسٍ شربتُها ، و عِشرونَ حُكمٍ أُصدرَ من قاضي السماء .. عِشرونَ وردةٍ ذَبُلتْ و أجراسُ كنيسةٍ قُرِعت إيذاناً بالبلاء .. عِشرونَ عاماً أيا أبتي منذُ رحيلكَ و وجهُ العالمِ أسود .. عِشرونَ عاماً أيا أُمّي ووجهُ الأرض ، فُلُ الأرض ، زَرعُ الأرضِ أجدبْ .. عِشرونَ سيفٍ و آهاتٍ لها أخضعْ .. عِشرونَ سيلٍ تعوي و قلبي لها يجزعْ .. عِشرونَ ضيمٍ لها روحي تفزعْ .. عِشرونَ صيفٍ و ربيعٍ و خريفٍ و ( دُعاء ) .. عِشرونَ صلاةٍ أُرتّلها و أقرأها و أرجوها من داري دار الشُّرفاء .. عِشرونَ إبرةَ تخديرٍ و لِقاح شوقٍ .. عِشرونَ كِسرةَ خُبزٍ و جذوةٍ و صلاةُ ناسكٍ عشرون حزيران .. عِشرونَ فتاةٍ تبتهلُ معي عند الشروق .. عِشرونَ حائِطَ مبكى و ناراً تلظّى .. عِشرونَ سُمَّ أفعى .. عِشرونَ خَريفاً وَ هزيعاً .. ترانيمَ لا مُتناهية .. أصداءَ للفضاء الواسعِ من حولي .. خُشوعُ بوذيّ .. طينٌ و حجرْ .. عَزفٌ للسوء القابع بأقصاي .. للطّفلِ في مهدِه .. لي أنا و لطابورٍ من الغِربان .. لثغرٍ و جسدٍ و قلبٍ كأشجار السنديان .. عِشرونَ قلبٍ مُمزّق .. رواياتٍ لم تكتمل بعدُ .. أغصان حزينة .. وجوهٌ واجمة .. ورودٌ ذابلِة .. و آخِر منفى لروحي .. إلى حين مع الحب .. |
رقم المشاركة : ( 2 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رد: في الذكرى العِشرون ..
لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة
الموجودة بجانب رقم المشاركة ليتسنى اتخاذ اللازم
كئيب منظر الشروق وأنا الفظ أنفاسي الأخيرة ؟! اليس كذلك حبيبتي ؟!
أنفاسيَ المُتعبة بعناء السنين وفي زفرات صدري أجِدُ بعضاً منكِ يا عشيقتي وعشيرتي و خاتمي الحزين بين أكوام أصابعي .. سأرحل وأنا في كامل قوتي و يدي مُمسِكةٌ بفردوسِ يدكِ .. عند رحيلي لا تبكي ولا تحزني فغيابي ليس طويلاً أعِدُكِ بذلك .. سأرحل وأنا في كامل أناقتي و سيجارتي و القهوة السوداء أمامي تركع تحتي تستجدي مني رشفةً أخيرة .. عند رحيلي سأحزن لأن ذلك الطائر الجميل بنافذة البيت سيفتقد قبلاتي الصباحية و سيعود كسيراً إلى شجرةٍ هزيلةٍ بأقصى حارتنا يُصارع الوحدة و العزلة و البؤس .. عند مواراتي الثرى أُريد أن يدفن معي وردةً صفراء كتلك التي تُزيّن صدر غابرييل غارسيا ماركيز و آلة البيانو خاصتي و بعض السجائر .. عند جنازتي سأكون وحيداً في تابوتي الخشبي إلاّ منكِ ومن جارتي العجوز و قطرات المطر .. أتلي عليَّ صلواتك و إبتهالاتكِ يا حلوتي و أسكبي أقداح التّيه و الغربة فوق ترابي .. عند صباح اليوم التالي من رحيلي لا تغفلي عن تجهيز قهوتنا ولن أسمحَ لكِ بشربها مُرّةً فمرارة فراقكِ تكفي .. عند رياح المساء الباردة و بين خطوط نور القمر ستجدين ما يبعث على دفء وجودي ، لو شاء الرب أن يهبني حياةً أخرى فسأُخبركِ بأنكِ الشيء النقي الوحيد الذي صادقته و صادفته .. لو أُتيحت لي الحياة مرةً أخرى سأُعلِنُ في المذياع و على شواطئ مدينتنا وفوق أجراس الكنيسة بأنكِ الصورة الجميلة التي غفلَ كُلّ رسامي الأرض عنها .. سأُخبر الأمير و الوزير و الفقير و الغفير و خيوط الحرير و قانون الجذب و التحرير بأنكِ فاتنهٌ .. فاتنهٌ .. فاتنهْ ، سأضعكِ قارةً تربِطُ بين زوايا عالمنا وسأكتبكِ فصولاً في دواوين الشعر و سأنقُشُ ضحكتكِ في مقدمةِ كُتب الأطفال ليتعلموا منكِ فنون و أبجديات الطُّهرِ و الجمال .. سأزداد هدوءًا عند موتي بل سأكون قطعةَ جليدٍ صامته ، الآن سينام جسدي وترفرف روحي عاليةً فوقكم أيها السفلة !! ستُحلِّقُ مع شعاع الشمس و أصوات تغريد البلابل .. لو أُعطيتُ حياةً أخرى سأغرسُ في نفوس الناشئة بأنكِ المعادلة التي أسقطت تفاحة نيوتن ، أنكِ الترانيم التي تُنشِدُها الملائكة ، أنكِ موناليزا دافنشي الصامتة ، أنكِ رقصةُ المطر و ضِفافُ النهر و رائحةُ الخُبز في الفجر ، و أنكِ القاضي الذي أصدر مرسوم الحُبِّ في ساعةِ قُبلةٍ سرقها من شفتاي .. أيا دُنياي .. لو عاد بي الزمن للوراء سأندم طويلاً بأنه مضى من عمري ثانية لم أتحسس بها دفء مشاعرك و كُنتي عني بعيدة .. لو أُعطيت فرصةً أُخرى فسأبحث في تلك الزوايا عن قطع قلبي التي تركتها هنا و هُناك .. سأُعلّم الصغار أن الرب يكره أولئك الذين يحرمون الموسيقى و لا يُحِبّهم .. سأُخبرهم أن قراءة كتابٍ واحد يجعلهم أناسٌ صالحون و قراءة كتابان تجعلهم فاضلون و قراءة ثلاثةِ كُتب تجعلهم رائعون .. سأُلملم مابقي مني وعند إكتمالي أجدني مازلت ناقصاً .. إلَا منكِ . |
رقم المشاركة : ( 3 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رد: في الذكرى العِشرون ..
لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة
الموجودة بجانب رقم المشاركة ليتسنى اتخاذ اللازم
نص أدبي جميل .
متابع مودتي |
رقم المشاركة : ( 4 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رد: في الذكرى العِشرون ..
لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة
الموجودة بجانب رقم المشاركة ليتسنى اتخاذ اللازم
صديقي العزيز الصيّاد .. دائماً ما تغمرني بلُطفك و كلماتك الرقيقة .. شكراً لحضوركم و يُسعِدني أن ما كتبته لاقى إستحسانكم .. دُمتَ عزيزاً و جميلاً .
|
رقم المشاركة : ( 5 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رد: في الذكرى العِشرون ..
لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة
الموجودة بجانب رقم المشاركة ليتسنى اتخاذ اللازم
لا أعلم و أنا أُحدِّقُ بالسماء الملبّدة بالغيوم من فوقي و بنظرة طويلة لم أفق من غيبوبتها إلا حين دوى صوت الرعد بِكلّ قسوة كمن صفعني على خدي حتى أنتبه له .. لا أعلمُ قبيل هطول المطر شممت رائحتكِ تسري بأرجاء المكان .. رأيتُ بعضاً من تفاصيلِ لقاءاتنا تحت شجرة الزيتون التي كان لنا عندها موعدٌ و غرام .. كيف ظهرتي لي بعد طولِ غياب يا مايا !! .. كيف لكِ أن تقطعين طريقي كأحد اللصوص .. و أيُّ لِصٍ يا فاتِنة !!
|
رقم المشاركة : ( 6 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رد: في الذكرى العِشرون ..
لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة
الموجودة بجانب رقم المشاركة ليتسنى اتخاذ اللازم
من يحتمِل هذا الألم ؟ أيُّ صبرٍ لديكَ و أيُّ قلبٍ كالجبل !! صراعٌ و صراع مع هذا المرض الذي لطالما خان العهود و المواثيق الحياتية و الإنسانية .. ينهش جسدي الهزيل دون أي رحمة و شفقةٍ أرى بريقاً منها في عيني الذئب الغادرتين .. تلك العينين القاسيتين و النازيتين التي ما أنفكّت ترمُقني بنظرتيهما وببريق نصلِهما تكاد تأخذُ روحي و تحبِسُ أنفاسي و تخنُقُ يراعي الباهي وسط جحافلِ المذكرات و أكوام الأوراق .. أرى آمال تتحطّم على صخرة البؤس ، ذلك السواد المُلتفُ حول عنق التفاؤلِ ضخمٌ للغاية يشبه ذلك القبطان الهولندي في فلم البارحة .. لا مناص فالقداس الإلهي للتو قد بدأ ..
|
رقم المشاركة : ( 7 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رد: في الذكرى العِشرون ..
لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة
الموجودة بجانب رقم المشاركة ليتسنى اتخاذ اللازم
|
رقم المشاركة : ( 8 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رد: في الذكرى العِشرون ..
لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة
الموجودة بجانب رقم المشاركة ليتسنى اتخاذ اللازم
حضوركم شهيّ يا عزيزي قلب العرب ، مُمتن لكم ..
|
رقم المشاركة : ( 9 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رد: في الذكرى العِشرون ..
لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة
الموجودة بجانب رقم المشاركة ليتسنى اتخاذ اللازم
جميل ومبدع
|
رقم المشاركة : ( 10 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رد: في الذكرى العِشرون ..
لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة
الموجودة بجانب رقم المشاركة ليتسنى اتخاذ اللازم
مرحبا بإبنة باريس و موليير و جان جاك و هوغو ، مرحباً بمقاهي الشانزليزية و قصر الاليزية ، مرحباً بالعطور الباريسية التي إنسكبت بِمُتصفحي ..
|
رقم المشاركة : ( 11 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رد: في الذكرى العِشرون ..
لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة
الموجودة بجانب رقم المشاركة ليتسنى اتخاذ اللازم
علي .. كُنت دوماً مصدر سعادة لي و أيقونة جمال و فرح في حياتي ، عندما سمعتُ نبضات قلبك للمرة الأولى وانت في بطن أُمِّكَ شعرت بقشعريرة تسري في كامل جسدي .. شعرت بأنني أسمع صوتاً من أقصى الجنة من أعماق الفرح ، صوت دقات قلبك الذي كان ينبض سريعاً كنت أشعر به يحدثني بأنه مُتشوّق لرؤيتي و معانقة أمه .. قد لا تعلم يا بُنيَّ أنني في ذلك اليوم لم أستطع النوم وضللت شاردَ الذهن مشغول البال وفي قِمّة هذياني كُنتُ أسمع همسك يناديني بأعلى صوته .. أي بُنيَّ كُنتُ أشعر بكفّك ممسكة بكفّي حين أضع يدي على بطن أمك ، كُنتُ أتحسس دفء جسدك وأنت بجواري في مستقرك الثاني ، مضت الأيام و الشهور يا بُنيَّ و أنا أترقّبُ قدومك بكل اللهفة الممكنة وطريقك مفروش بورود الشوق و الحُب .. في الرابعة فجراً من صباح الخامس عشر من أيلول كان جميع المرضى قد وقفوا مُطرقين رؤوسهم و جميع الحُقن قد تحوّلت إلى قيثارة تنشر الفرح و الإبتسامة وجميع السرائر قد إنتثر عليها ومن حولها البنفسج و الجوري و الأقحوان وجميع من كان بالمشفى قد إنحنىَْ لمقدمك المُهيب .. آآهٍ يا علي لو رأيت الطبيب وهو في قمة سعادته حين كان مُمسكاً بك بعد أن إنبلجت كقمرٍ مُنير في أنحاء غرفة الولادة ، بعد أن تعاظمت كأحد القياصرة وسط قسطال الحرب و الصراخ و التأوهات التي ملئت أرجاء المكان ، كُنتُ أمامك مُباشرة عيني تُحدّق في عينك و مازالت تلك الرعشة التي إنتابتني أشعر بها حتى الآن ، شعرتُ بأنَّ هديرك الجارف سيقتلع كل ما بالمكان ، شعرت بأنني أضعف مخلوق على وجه الأرض !!
كُنتَ ككوكبٍ دُرّي يتلألأ وسط بُقع الدم و الألم و شريط حياتي الذي مرّ سريعاً أمام ناظريَّ .. في الواقع كان الشريط سوداوياً ومليئ بالمعاناة . قَبّلتُ جبينك و الحق أنها كانت قُبلةً لا يضاهيها في اللذة سوى قبلتي لأمك في اول لقاء بيننا !! دنوت رويداً رويداً من أذنكِ لأتمتم لك بكلماتٍ خرجت من وسط فؤادي بل إنها كانت مغروسة في صميم عقلي .. ( يا علي أرجو ان تكون حياتك سعيدة و جميلة ، أطلب الرب أن يجعلك دوماً في افضل حال ، أطلب الرب ان يباركك بأسمائه و صفاته و ان يُغدِقَ عليك الفرح و التوفيق حيث كُنت ) . كانت هذه كلماتي لك في يوم السعادة الكُبرى ، الايام تجري مُسرعة و أراك أمامي تكبر ثم تكبر ثم تكبر وعيني ترقبك خطوة بخطوة و لحظة بلحظة دونما كللٍ و ملل ، ها أنت اليوم قد بلغت العامين يا علي و كُل سكناتك محفورةً وسط عقلي ، في احد ليالي الشتاء الطويلة وسط حركات الستائر وعلى شرفة منزلنا سألت أمك .. لماذا لم يتكلم إبننا بعد يا ترى ؟ وانا أُدَخِّنُ سيجارةً قد تطايرت روحي مع دخانها !! لا شيء يدعو للقلق .. أمممم لا تقلق وكل شيء سيكون على ما يرام !! كلمات أمك تلك كانت كفيلة لإبقائي مُستيقظاً طوال الليل أفكر و أفكر فيك . لطالما كانت صرخاتك توقظني من نومي كنسمةٍ رقيقة تداعب روحي ، و الحق أنني كُنتُ أسابق أمك لحملك أولاً و تجهيز قنينة الحليب خاصتك .. كانت عيناك وهي تحدّق بي فاتنة و جميلة فعيناك البُنّيتان كان لهما بريق و سحر و سِرٌ عظيم كُنتُ أشعر بأنني أتوه وسط أحاجيهما طويلاً . الأيام تمضي مُسرعة و نبضات قلبي و كُلّ جوارحي تترقّب منك كلمةً واحدة فقط ( بابا ) ، يآآه كم كُنتُ و لازلت أريد سماعها و لو كلّفني ذلك عمري كله . تعثرك في بدايات محاولتك المشي كانت تضحكني كثيراً يا بني ، الحق أن منظرك وانت تسقط بقوة على الارض كان يشبه بدايات لعبي الكرة حيث لم اكن استطيع التوازن بعد ان أركل الكرة التي خُيّلَ لي حينها بأن وزنها كالجبل الواقف امام ساحة الدار الريفي الذي كنت اسكن به ، سمِعتُ كُلّ شيء .. سمعت صوت الريح الذي يُحرك ستائر شُرفتي .. سمعتُ صوتَ تغريد البلابل و صوت المطر .. سَمِعتُ صوت القبلات المسروقة خلف جدران الصمت أمامي .. سَمِعتُ صوت نباح الكلاب وهي في قِمّة شهوتها .. سَمِعتُ أصوت البنادق و المدافع و القنابل و أصوات الحيارى و أصواتِ بطون المُترفين وهي تختضُ بموائد سماوية .. سَمِعتُ أصوات الجداول المنسابة بين صخور قريتنا .. سَمِعتُ صوت السحاب الغاضب في ليلة بلا لون ولا طعم و رائحة تستأثِرُ بحيّزٍ من تفكيري .. سَمِعتُ أصوات الأنين و تساقط علبة الدواء من على المنضدة بغرفة أبي .. سَمِعتُ الصدى حين كان يعود ليرتطم بي عند غضبي على أخي الذي سقط دون وعي .. سَمِعتُ أصوات الفقراء وهم يحلفون بينهم لمن تكون كِسرة الخبز الأخيرة !! سَمِعتُ أصوات الشجن و أُمّ كلثوم سيدة الفَنّ .. سمِعتُ كُلّ ضجيج الكون الثائر و سَمِعتُ كُل سكون الكون في مدخل قريتي .. سَمِعتُ و سَمِعتُ و سَمِعتُ ولكنني لم أسمع منك ( بابا ) . دَمِيْ وَ دُمُوعِيْ وَ إِبْتِسَامَتِيْ .. الى سارا و أحمد و إبنهم الصغير ( علي ) .. |
رقم المشاركة : ( 12 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رد: في الذكرى العِشرون ..
لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة
الموجودة بجانب رقم المشاركة ليتسنى اتخاذ اللازم
ويحكم أيُّها البشر .. أيُّها المُتناسلون كالجراد ، المُتكاثرون ألماً و بؤساً .. كيف لنا أن نصنع أرواحاً مَصيرُها الشقاء و الضياع في عالم الزيف و الخداع ، لطالما رفضتُ فِكرة الزواج و مازِلتُ على موقفي و قراري ذلك .. يكفينا تلطيخاً لخد هذه الحياة بسوائِلِنا المَنويّة .. حَسبُنا من هذه الدنيا الوِحدةَ و إنتظار الفناء الأبدي حيث تتحرر روحي أخيراً من جسدي المُثقل بأحمالٍ تنوء لِحملِهَا الجِبال .. نحنُ نتناسل المعاناة و العادات البائِسة و الأُمنيات السوداء .. نَحنُ نستنسِخُ بعضنا البعض .. نَحنُ لا نستفيدُ من الدروس و العِبَر .. ننساق تِباعاً لِغُرفِ تفريغ الشهوات و نقذِفُ المعاناة بكل فصولها لتستقبلها الأرحام المُرهقة و الكسيرة و الحزينة أيضاً ، نحنُ نكادُ نُسقِطُ هذه الكرة الأرضية بأثقالنا الى هاويةٍ سحيقةْ ، أتعبنا بطن الأرضِ بدموعنا و قتلانا و جائِعينا و مُترفينا و رجال الدين و بذلك الشريد القابع بناصية شارع حارتي فقط .. لتخويف الزائرين الجُدد !!! بَحّ صوتُ الأرض بصراخِها : إرحلوا أيُّها السفلة لقد أرهقتموني ، إذهبوا بعيداً هُناك حيث لا شوقٌ و لا وجعٌ و لا أنينٌ لفتاةٍ عشرينيةٍ تدفعُ روحاً جديدة تُطلِقُ صرخاتها وسط ممراتِ المشفى و الجميع في ترقُّبٍ و ذُهول .. حيثُ لا بداية و لا نهاية درامية تنتهي بغرسِ خنجرٍ في رقبةِ الأمنيات .. حيث الكُلُّ جمالٌ في جمال .. حيث الضوء الساطعُ و النخيلُ تلتف سيقانها كراقصِ تانغو .. حيث لا إغتيال و لا فقر و لا حُزنٌ يَقُضُ مضجع العصافير في أعشاشها .. يجِبُ علينا أن نَشعُرَ بالعارِ من أنفسنا .. الويلُ لنا .. بل اللّعنةُ علينا وبركاتُها .. أُنظروا إلى أجسادِكمُ العَفِنة و الدّماء التي أخذت لون الشفق الحزين وهي تنزِفُ مِنكم .. أُنظروا إلى دموعكم المالحة وهي تنهمرُ بغزارة فوق خدودكم لِتنقُشَ أوشاماً أبديةً من الألم و الحِرمان و الآمال التي لن تتحقق و الذكريات التي لن تعود أبداً .. وَيحَكَم أيُّها القابِلات في الدور وسُحقاً لكم .. كانت تلك اللحظات قاسية و أنت تحتضِن زوجتك لِتُطفئ فيها مرارة أيّامكَ و شكواك و حنقك من كل هذا الكون .. المجدُ لكم أيّها الرفاق الذين لم يأتِ موعد سقوطكم في هاوية الحياة و البؤس .. لمن صرَخ وحيداً بين أربعةِ حوائط في ليلةٍ بها القمرُ مظلِماً عبوساً و البحرُ في مدٍ و جزرٍ عنيفين و الرياح تعوي و الحيتان في قيعان البحار تمور بصوتها و ذلك الكهل بين طنين و رنين الأجهزة الموصولة به علّها تُبقيه دقيقةً أُخرى بين أمواج هذه الحياة في محاولات يائِسةٍ أخيرة !! ويح نفسي كيف لها العيش هُنا و الألم و الحُزن يَغسِلُ وجه هذا العالمِ الأصفر .. المجدُ لمن لم يأتي للحفلةِ بعد .. المجدُ لِمن لم يلحق بالحفلةِ بعد !!
المجدُ لمن بقي يعزِفُ وحيداً و يُغنّي وحيداً و يأكلُ و يشرب وحيداً ، المجدُ لمن حلّق بعيداً و عانقت روحَهُ خيوطَ الشمس .. المجدُ لكم أيها المُكتفون وِحدةً من كل هذا الضجيج المُمتلئ كَذِباً و نفاقاً و زوراً .. المجدُ لِمن لم يأتي بعد .. المجدُ لِمن لم تتلوّث روحه بالحياة بعد !! . |
رقم المشاركة : ( 13 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رد: في الذكرى العِشرون ..
لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة
الموجودة بجانب رقم المشاركة ليتسنى اتخاذ اللازم
طُوبى للغرباء ..
طُوبى للمُعدمينَ الشرفاء .. طُوبى للغرباء .. عفواً لِلسُّكارىَ و البؤساء .. طُوبى للعصفور الرابض بالقشّةِ تحت أزيز الرصاص في مدينة الذنب و اللّهبِ و جموع الدهماء .. طُوبى مثنى و ثلاث و رباع لمن واسى الفقراء .. طُوبى لبائِعِ الوردِ و عازف الناي و لكل العرايا و البغايا و كرادلةِ كنيسة الأب إيلياء .. طُوبى لمن وضع يده على رأسِ يتيمٍ وقد إشتعل بحرارة السماء .. طُوبى للمُفكِّرينَ و الأُدباء .. من إستلّ قلمه في وجه البخلاء .. المُترفينَ السارقين جيوب البُسطاء .. طُوبى للغرباء .. عفواً للحيارىَ و النُّبلاء .. طُوبى لمن أنصتَ للمجذومين البُلهاء .. المُفرِطينَ حُباً و هِياماً بالنساء .. طُوبى لأقداحِ النبيذِ وَ للحُزنِ و للمطرِ و لِمنبّهِ الساعةِ حين يصرخ قبل المساء .. طُوبى للغروبِ و الشفقِ حينَ يُلطّخُ ما بقي من كرامةِ السماء .. طُوبى للعارِ المنقوشِ على جبينِ الإماء .. عارٌ عليكم أيها المُتاجرون بالدِّماء .. طُوبى لكم أيّها الأصدِقاء .. أيّها الحشد المرصوص كالبِغالِ و الزرافاتِ و الجياد .. طُوبى لكم أيُّها الثائرون المتناثرون فوق رمالِ الصحراء .. طُوبى لكم أيّها الشُّهداء .. العازفينَ على أوتارِ الوداعِ .. طُوبى لِمن بَصقَ على مُرتزقةِ الدين و من إعتلى منابر الإفتاء .. طُوبى لقائد الأوركسترا و لأصابعِ البيانو و للنوتةِ السوداء . طُوبى لكم أيُّها الشُّجَعاء .. من جدّفَ وحيداً و عاشَ وحيداً و ماتَ وحيداً .. طُوبى لكم يامن إصطففتم طوابيراً أمام قصور الأمراء و الوزراء و السفراء و البلداء و الأغنياء و هوامير البِحارِ و الأراضي الجدباء و و و و و ( الحُقراء ) !! .. يامن طلبتم من سرق منكم الماء و الهواء و الغِذاء و الدّواء و فاتورةَ العَشاء و القُبلات الجافَّةِ وسط رياح الشتاء .. من سرقَ منكم أنفُسَكُم و بصقها في العراء !! .. طُوبى لكم أيُّها الجمعُ القصير بين العمالقةِ الأقوياء .. طُوبى للمرضى بين أكوام السرائرِ البيضاء .. طُوبى لأناشيدِ بروميثيوس ، للوحات رامبرانت ، لقيثارة ريّو ، لأشعارِ نزار ، لرواياتِ ماركيز ذو الوردة الصّفراء .. طُوبى لمن نسجَ من الصّوفِ للشريدِ كِساء ..من فتحَ الباب ليخرُجَ السجينُ الخامس من زنزانته و يستنشِقَ نقيّ الهواء .. طُوبى لكم أيها الصامتون الصامدون الصادمون لمن طلب منكم التوقيع على قرارِ تنفيذ حُكم الإعدام شنقاً و رجماً حتى الفناء .. طُوبى لكم جميعاً ، فأنا الشاة التي ظلّت طريقها أيُّها الغُرباء .. |
رقم المشاركة : ( 14 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رد: في الذكرى العِشرون ..
لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة
الموجودة بجانب رقم المشاركة ليتسنى اتخاذ اللازم
أكتُبُ لك غابرييل و أنت قد تركتَ هذه الأرض ، أكتُبُ لكَ و أنا لا أزال مذهولاً من خبرِ رحيلك .. غابرييل تخونني الأحرف حين أريد رثاءك و نعيك فكُلُّ الكلمات تخجل من توديعك ، كيف لأي لغة تكون قاسيةً بما يكفي لتوديعك .. غابرييل رُبّما رحلت لتعود لنا في احد قوافل شركة الموز أو ربما إبتعدت عنا لتعود يوماً مع جموع الغجر حين ينزلون ارض ماكوندو ككرة ثلج كبيرة .. أرى روحك النقيّة ترفرف فوق نهر مجدولينا وتراقب عن كثب قصة عِشقٍ قُدِّرَ لهُ أن يشيخ سريعاً في بدايات العُمرْ .. أيُّ كوليرا تِلك التي أصابتنا بالأمس على ظهر سفينة ( حياتنا ) حين أبتعدت عنّا ؛ غابرييل لطالما غالبني النعاس ورأسي بين أحرُفِكَ وأنا أشعر بأنك ملاكي الصادق الذي يغمُرني بحُبِّه و دفء ذراعيه ، غابرييل تحدّثت كثيراً عن ( الحُبّ ) وَ لكِّنَهم أضاعوه و قتلوه و طاردوه ، غابرييل كُنتَ دوماً مصدرَ إلهامٍ دائم لي ؛ و قطعةٍ موسيقيةٍ أستمتع بها على السرير آناء الليالي الطويلات و وجبةٍ دسمةٍ حين يعتصرني جوعُ الأدب و الخيال .. الحياةُ مؤلمة لدرجة الإختناق بعد رحيلك ، مازالت صورتك حين أستلمت جائزة نوبل يتزيّن بها حائطي المُنهك بفِعل الألم الذي تركه رحيلك على كُل زوايا غرفتي .. غابرييل عند خريف العُمرْ لابد للثائر الذي بداخلنا من أن يصرخ أخيراً هكذا تعلّمت منك و مِن فلورينتينو . شكراً غابرييل على كل شيء قرأته لك و سمعته منك ، شكراً على اللحظات الجميلة التي كُنت أستيقظ فيها وقد كنت نائماً بين أوراق رواياتك ، شكراً لأنك كُنت بيننا . وداعاً غابرييل و لترقد روحك بسلامٍ سرمدي . ثملْ .. 18 نيسان 14 |
رقم المشاركة : ( 15 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رد: في الذكرى العِشرون ..
لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة
الموجودة بجانب رقم المشاركة ليتسنى اتخاذ اللازم
في الوقت الذي أستمع إلى نبضات البيانو تخفق مُسرعةً بفعل ركض تلك الأصابع الغارقة في الرِّقة .. أشعر بتحسّنٍ كبير وبنشوة جميلةٍ تضاهي جُرعةَ أفيون في أحد شتاءات الحُبّ ، تنسابُ عذوبةً وتضرِب تلك الموسيقى أطنابها في أقاصي الذكرى علَّ العين تستفيق من بعد هجيعٍ دامٍ .
لطالما أحببت الموسيقى و إسترقتُ دقائق للنظر إلى الآلات الموسيقية في صغري وهي مرصوصةٌ كملائكةٍ تقدّسُ بإسم ( الحُبّ ) كُنت بالكاد أملِكُ قيمة الباص الذي يعيدني إلى جحيم حارتي و عتمة ظلامها إلا من جلسة العم زكريا الذي كان يسبقُ عصره بعشرات السنين ولكن الكُلَّ حاربه و زندقه و نبذه ليعيش وحيداً ويموت كنسرٍ حزين كما كان يقول لي ، عم زكريا : ما رأيك في الموسيقى ؟! سألته يوماً وهو يستنشق بعضاً من رماد السنين المُترَسّبِ في قاع الأرجيلة ليبتسم لي كإبتسامة سجينٍ دقّت ساعة حرّيته ثمَّ ما لبِثَ أن عاد لمضاجعة تلك الأرجيلة الفاتنة !! كان دائماً ما يجلس وحيداً إلّا من بِعضِ الأطفال المُتحلّقين من حوله لا لشيء وإنما ليشاهدوا إنبعاثات الدخان من أنفه و التأمل في أحد عينيه التي قد فُقئت بفعل شظية أصابته عندما كان بالجيش ، كانت النساء يُرهِبن الأطفال ويُصوّرنه في أعيننا بأنه الشيطان و منبع الشّر فقط لأن أفكاره كانت غريبةً بالنسبة لهنّ ، و الحقّ أنني أحببته و أحبّني وتعلّمت منه أول مبادئ التفكير و توسّعت آفاقي و مداركي وأمسكت بأول خيوط حُبّ المعرفة و الحكمة و الموسيقى . عرفاناً لك زكريا .. أكتُب لكَ وأنتَ ترقُدُ في سلامٍ و نعيم . |
رقم المشاركة : ( 16 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رد: في الذكرى العِشرون ..
لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة
الموجودة بجانب رقم المشاركة ليتسنى اتخاذ اللازم
في يوم مولدك المجيد أهنئ نفسي قبل تهنئتك بأن الرب قد أعطاك مُتّسعاً من العمر لتظلَّ أنفاسكَ تنثِرُ عبيرها على أديم هذه الأرض ، في يوم مولدك المجيد أهنئ نفسي بأن الرب قد جعلك أخاً لي وتشرفت بالمكوث تسعة أشهرٍ في نفس تلك المساحة الطاهرة التي كُنتَ قد سبقتني بالبقاء بها ، كُنتُ أشم رائحة عطركَ وأتحسس بصمات أصابعك التي كانت كبيرةً جداً على أصابعي ، كُنتَ ترقصُ كثيراً بُنيَّ و تسقطُ أحاييين كثيرةً وأشعرُ بأنك متشوّق للخروج سريعاً للجلوس معنا .. ( قالته أمُي ) لي ذات يومٍ وهي تبتسمُ إبتسامتها التي مازالت ترتسم أمامي كأعظمِ لوحة في التاريخ ، في يوم مولِدك المجيد يا ( أبي ) أو ( أمي ) أو ( أخي ) حقيقةً لا أعلم ولكن ما أعلمه جيداً بأنك كُلَّ أهلي أهنئ شعوب الأرض قاطبةً بأنك تعيش بينهم و تختلط بهم ، في يوم مولدك المجيد أتذكر كلماتك لي في وسط جدة القديمة ( أبي لن يسامح أخيه على فعله القبيح ) بعد أن طردنا ذلك العمّ الخالي من الإنسانية لنبيع المناديل و الماء في الطرقات وعند الإشارات المرورية ضارباً عرض الحائط الأمانة التي أُوكلت له ، في يوم مولدك المجيد أسابق الزمن لأشعل الشموع و أذرف الدموع بأن الرب منحني أخاً مثلكم ، في يوم مولدك المجيد أتحدث مع والِدَينا من وسط الجنّة وأحب أن أخبركَ بأنهم على أحسن حال ، أمي أصبحت أكثر إشراقاً هناك لأنها تخلّصت من جحيم الدنيويين ، في يوم مولدك المجيد أذكر وقفتك الشجاعة في وجه ذلك البائع الأسيوي الضخم وهو يهمّ بضربي لأنني سرقتُ تلك الكُرّاسة و ذلك القلم لأكتب خواطري و هذياني ( كُنتَ لم تتجاوز الثانية عشرة بعد ) لتقذِفَ في وجهه حُفنةً من الريالات المُنهكة بماء قبضَتِكَ الصغيرة ، أجدها مناسبة لأعتذر منك على تصرفي الخاطئ فلم أتجاوز التاسعة بعد ، في يوم مولدك المجيد تفتّقت السماء عن نجمة حالِمَةً و أوردت كل صحاري الأرض و تساقط الندى من كل أوراق الشجر خجلاً منك ، في يوم مولدك المجيد يارُبّان سفينة التضحيات أتذكر جلوسكَ أمامي و أنتَ تنظرُ لي وأنا مُنهمِكٌ في تناول ( طعامك ) الذي قدمته لي لتظلَّ جائعاً مُنهكاً ولكن الأهم إكتفائي ، في يوم مولدك المجيد تمرُّ بي ذكرى فصول المدرسة الإبتدائية وجلوسنا أيام كثيرة في فناء المدرسة ننظر لأولئك الطلبة وهم يأكلون ويشربون ويلعبون و يضحكون و أنت تهمس في أذني : ( غداً أفضل فالعظماء يخرجون من رحم الشقاء ) ، في يوم مولدك المجيد أذكر ذلك القلم الباهظ الثمن الذي أهديتني إياه فقط لأنني أبديت إعجابي به ( ٥ ريال ) ، في يوم مولدك المجيد تبدو الحياة بشكلٍ أفضل ، حتى البلابل تغرّد بشكل أفضل ، في يوم مولدك المجيد وبالتحديد في ساعه ولادتك كُل الكائنات الحية تقف لتحيتك بما يليق ( بإنسانيتك ) وكُلّ الزهور تتفتح لتستقي من نضارتك ، في يوم مولدك المجيد سأطرق برأسي كناسكٍ بوذي لأقدم لكَ ( روحي ) فهي ستعود لك على كُلِّ حال فأنت من أحييتها و أرويتها و هذّبتها ، في هذا اليوم أقدم شكري و حبي و إمتناني يا رسول الإنسانية .
ستجدني أمامك في المطار ، 20jul ، 18:00pm |
رقم المشاركة : ( 17 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رد: في الذكرى العِشرون ..
لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة
الموجودة بجانب رقم المشاركة ليتسنى اتخاذ اللازم
ماذا أقول :- فمي يفتش عن فمي والمفردات حجارة وتراب ...! كما قال نزار
متصفحك هذا أبحر بي إلى مدن لم أزرها من قبل ! متصفحك هذا ابحر بي لغويآ وأدبيآ وفكريآ وإنسانيآ ! دمت ودام قلمك وبإنتظار المزيد مودتي |
رقم المشاركة : ( 18 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رد: في الذكرى العِشرون ..
لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة
الموجودة بجانب رقم المشاركة ليتسنى اتخاذ اللازم
ورقة فارغة أبعثها بالبريدِ اليكِ .. عاتبي نفسكِ ثم أحكمي عليها ثم قرري أين تريدين أن تقضي محكوميتك !! وإن طلبتي مشورتي فقلبي هو مثواك الأخير ..
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ايران والواقي الذكري | ابن تومان الغامدي | الديوان العام | 6 | 04-12-2013 12:40 AM |
الذكرى 23 لمقتل أمي ... | معاد للشعوبية | واحة الشبكة | 77 | 18-08-2013 06:21 AM |
الذكرى العاشرة | قينان | الديوان العام | 38 | 11-04-2013 06:24 AM |
الذكرى الحادية عشر لاحداث الحادي عشر | بيازيد | الديوان العام | 55 | 12-09-2012 01:26 PM |
ها هي الذكرى قد عادت بها عزيز جلال | freeman | الطرف الآخر | 1 | 11-02-2012 03:38 PM |