|
مكتبة الشبكة أقلامٌ أنارت الفكر في كل الاتجاهات بخير جليس |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 37 )
|
|||||||||
|
|||||||||
![]()
لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة
![]() المكاسر ...
هل أنت كاسرته ؟ سؤال يطرحه الأب على ابنه ، والصديق على صديقه ، ويطرحه الجار ، والعابر، لكل من شراء سلعة ، أو استأجر منزلا ، أو حتى من أستأجر غرفه في فندق لغرض الراحة وألأستجمام ، ومن لم يكاسر فهو مغفلا عند الأهل والأصدقاء والمجتمع . والعلامات التجارية من ملابس ، وأحذية ، و ماكياج ، وأقلام ، وكل الأكسسوارت الرجالية ، والنسائية ، لم تسلم من أسلوب المكاسر ، واللت والعجن بين البائع والزبون ، وضياع الوقت لكليهما ، وإذا لم ينتصر الزبون على البائع ، ولم يتحقق الشراء ، فان الزبون ينتظر حتى موسم التخفيضات ، فإذا كانت السلعة من اجل الشتاء فلا مانع من شرائها عند انتهاءه ، وبداية قدوم الصيف لحفظها للفصل القادم ، بغض النظر عن الموديل و تبديلاته أو أن السلعة مرتبطة كعلامة من ضمن مروحة من السلع والعلامات، التي تفصح أو تكشف عن تفرد ما أو عن قيمة اجتماعية . والمكاسر على السلعة ليس له علاقة بغياب المعيارية الاقتصادية التي كانت سائدة في الماضي ، إذ نرى حالت المكاسر والمفاصل في بيوت الموضة ، والفنادق ‘ ومكاتب السفر والسياحة المسعرة سلفا ، مع انه جاء في الحديث : انه قيل للنبي ( ص ) : سعر لنا ، فقال: إن الله هو المسعر، أي انه هو الذي يرخص الأشياء و يغليها فلا اعتراض لأحد عليه ، ولذلك لا يجوز التسعير. إلا أن المكاسر في المجتمع ليس بوحي من هذا الحديث ، فالتسعير موجود على كل السلع والبضائع ، وعلى كل الماركات ، حتى الاستشفاء و ألأستططباب له سعر، ولم نسمع احتجاج فقهي أو شرعي على هذا ، بل أن تخفيضات الجمله ، أو تخفيضات نهاية الموسم تحتاج إلى إذن مسبق من الجهات المسئولة ، خوفا من الضرر بالآخرين من نفس العائلة التجارية . ولا نعتقد أن سلوك المكاسر حالة فردية ، يستمتع بها الفرد ، ليبرز فيها " ذهانته " وقدرته على الفوز على البائع ، بعد أن عرض عليه قائمه شفهية بأسعار لنفس السلعة لطشها من هنا وهناك ، لأننا ما نراه حاله جمعية . إذا لماذا المكاسر ؟ والذي أصبح ظاهرة ، وتشكلت من حولها منظومة من الكلمات يسبح بها المجتمع من مثل " لا يضحك عليك بالسعر " غبي " أعطني وقت اأكاسره " و " لا تصير صحيح " و " غلبته بالسعر "و" بياع مخادع "و " بياع يبيع الهواء ". كتب رولان بارت في أسطورياته " بأنه لا وجود لسيميولوجيا بدون طبقه " ، لكن بما أن السيميولوجيا عبارة منظومة من ألإشارات والرموز على حد قوله ، فإننا يمكن أن نتتبع ظاهرة المكاسر ، وأي فئة اجتماعية تمارسها ، الم يقل في اللامرئي تكمن الحقيقة ، فما هو اللامرئي في المكاسر؟ السلعة التي يكاسر ويفاصل على سعرها في مجتمعنا الهدف منها " الأشباع ". بدليل انه لا مانع أن يتعب الناس ويضيعوا الوقت في المكاسر للحصول على الملابس مثلا ، وان لم يتحقق ذلك فتشترى بغير مواسمها بغض النظر عن موديلاتها ، أي بوقت التنزيلات الكبرى، ووقت التخلص من البضاعة من قبل التاجر ، لغرض ماركات جديدة ، ومواسم أخرى ، والهم عدم التعرض للخديعة السعر، لذا نرى الحشود أمام بيوت الأزياء العالمية ، ومعارض ماركات السيارات ...الخ ، والمنتشرة في شوارع العليا و التحلية بالرياض وجده . وإذا أردت أن تراقب هذه الحشود، و تحوال أن تصنفها لأي شريحة اجتماعية تنتسب تقف عاجزا ! ولن تردد إلا كلمة " حشد " من الجماهير. لأن من يمارس عملية المكاسر والمفاصل لا يرى في السلعة إلا عملياتها الأولية ، وأنها مصدر للإشباع المحض . لكن أن تكون السلع وكل منتجات الترفيه والاستمتاع دلاله معينه ، وإفصاح عن خطاب معين ، وإبراز لشريحة اجتماعية ، تستمتع باللهو والترفيه واللذة ، فهذا ليس بحسابات المقترالذي يرى في جمع النقود ليس إلا خوفا من المستقبل " اجمع قرشك الأبيض ليومك الأسود " . كما انه لا يرى في المادة وسيله لشراء رساميل رمزيه أخرى قد تكون أكثر أهمية من جمع المال ، رساميل ، تصنفه وترقيه على الضد من الهرمية الاجتماعية التقليدية وثقافتها ، فتصبح لديه أخلاقه ، وآدابه ، وفنونه ، ومائدته ، وملذاته ، وجغرافيته المكانية ، وزمانه المدني . ما نريد أن نصل إليه عموما أن المكاسر على السلعة يكشف أن المجتمع السعودي لا يملك شرائح اجتماعيه التي هي بمثابة الروافع التي تعكس نوع استهلاك السلعة ، فلا يمكن الحديث عن برجوازيه صغيره مثلا أو ارستقراطيه تأثثان الفضاء من حولهما بمتلطباتها من السلع والترفيه .. نذهب إلى الأسواق والماركات العالمية ولا نرى إلا حشد جماهيري فقط لا نستطيع أن نصنفه إلى أي المراتب الاجتماعية ينتمي ، إلا أنه حشد اجتماعي فقط . |
رقم المشاركة : ( 38 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]()
لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة
![]()
يسعد مساك
![]() |
رقم المشاركة : ( 39 )
|
|||||||||
|
|||||||||
![]()
لتبليغ الإدارة عن أى موضوع أو رد مخالف يرجي الضغط علي هذه الأيقونة
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
التاجر الفاجر والمجتمع | نجيب | الطرف الآخر | 0 | 10-09-2013 02:33 PM |
قراءات عقلانية للرد علي مقال العطوان وتفنيده . | الفيلق | الديوان العام | 67 | 11-08-2013 03:52 AM |
قراءات في مفهوم الدستور | كلكامش | الطرف الآخر | 11 | 11-12-2012 03:58 PM |
قراءات لشخصية ( المحلل ) السعودي | الفيلق | الديوان العام | 10 | 26-10-2011 09:05 PM |
قراءات ولما خلف القرار !!!! | الفيلق | الديوان العام | 8 | 11-09-2011 07:15 PM |