خواطر عن الكتاب !

[المتمدن]

1

أعز مكان في الدنى سرج سابح ...وخير جليس في الزمان كتاب .

أعتبر نفسي قارئاً جيداً ، لا أقول نهم ولكن حسن الإطلاع .
لست ممن يؤمنون بقراءة الكتاب - أي كتاب - بل لا بد من الإنتقاء والإختيار لان الوقت محدود والزمن يجري دون أن يلتفت خلفه ...
لكن أعتبر الكتب مثل الناس ، فيها الجيد وفيها الرديء ، فيها الثرثار المهذار وفيها الموزون الحاسب حساب وقت القاريء ، فيها الخالي الوفاض الفارغ وفيها الدسم المليء علماً ومعرفة .
ولا غرو فإن هذه الكتب ليست جماداً كما نتصور ، أنها شخصية من لحم ودم ، أليست شخصية كاتبها مصبوبة في قالب مكون من ورق وحبر وغير ذلك مما تتألف منه الكتب ، ولذلك لا بد من العناية بالمكتبة وصيانتها ، وترتيبها وتبويبها ...وإن كان كاتب هذه السطور أبعد الناس عن هذه الوصايا ....
لذلك فبقاءك في المكتبة يعني بقاءك مع خير الخلق : مع المفكرين والعلماء والأدباء والفلاسفة الذين أسهموا في إعادة تعريف الحياة وتدشين إنجازات حضارية لا يستهان بها ...
صديقي الأول في الحياة ليس زوجتي ، ولا أصحابي ولا أقاربي ...وإنما الكتاب ، أقول هذا صادقاً وبعد تجربة مريرة ...تبين لي أن فائدة الصحاب محدودة ، والحديث معهم فارغ وغثّ وممل ، وهو مع ذلك ضرورة ورياضة اجتماعية لازمة ، حتى لو لم تخرج بطائل ، فهذا الهذر له فوائد صحية وهو تسلية وتسرية لابد منها ...ولا موجب لتركها والإقلاع عنها ...
وأعود من هذا الاستطراد فأقول : إن كل ما في الكتب حتى لو كان حسن الديباجة واضح الفكرة بعيد النظر لا يعني الإقرار بصحته أو التسليم به ، يجب تطويع العقل لجعله متسائلاً متشككاً لا مسَلّماً مستسلماً لكل ما يقال ويُكتب .
ومهما كان إعجابك بمفكر أو مؤلف فلا يجوز أن يستعبدك أو يحتويك بأفكاره ، حاول التخلص والتملص بمقارعته ، قد يخلبك أسلوبه فيضع فكرته المشؤومة في ديباجة مونقة وأسلوب ناصع فيؤثر فيك دون أن تكون حججه مقنعة أو وسائلة مكتملة ...
وبعد القراءة عليك هضم الأفكار واستيعابها لتكون قادراً على تأملها ووزنها بميزان الإنصاف ثم الحكم عليها .
طبعاً التأثر والتأثير سيحدث ، وليس بإنسان من لا يتأثر بفكرة أو معنى ، ولكن بعد الإحاطة بها وفهمها والحكم عليها ، نجيب محفوظ كان يتأمل شهوراً متطاولة دون أن يقرأ ...
التأمل في الأفكار والمواقف وفي الحياة وحيثياتها عامل من عوامل ترقية الفكر الإنساني .

ملحوظة : سوف يكون هذا المتصفح لإيراد بعض الخواطر عن الكتاب والكتب والمؤلفين ...دمتم

[بوطبر]

متابع

[aljentel]

متابع مع التحيه

[المتمدن]

2
( قال الجاحظ: الكتاب وعاء مُلئ علماً، وظرف حشي ظرفاً، وبستان يحمل في ردن، وروضة تقلب في حجر، ينطق عن الموتى، ويترجم كلام الأحياء )

بعض الكتب متخمة بالمعرفة ، بحيث أنك تقرأ الكتاب فتنتهي منه وقد تغير فيك شيء ما ، في تفكيرك أو موقفك ، فليس تفكيرك قبل قراءة الكتاب كما كان قبل ، فقد تطور ، وانقلبت بعض المفاهيم ، وهذا شاهد على جودة الكتاب وحُسنه وفائدته .
وبعض الكتب تقرأها فلا تزيدك معرفة ولا تثري عقلك ، ولا تصقل ملكاتك ، ولذلك ينبغي أن تكون ناقداً لكل ما تقرأ ، غير معترف بهالة المؤلف ولا قدسية الكتاب ، مهما كان الكاتب كبيراً فلاشك ان رأيه قابل للخطأ كما هو قابل للصواب . لذلك يحسُن بك أن تتحرز ، وتقطف الثمار اليانعة من الكتاب ، فإن لكل كتاب حسنة ، فليس من الخطأ أن تدون بعض الأفكار أو ترسم بعض الخطوط للعودة إليها فإن الكتابة قيد للأفكار وعقل الإنسان كثيراً ما يسهو .
وبعض الكتب مطارق من حديد تقع على أم رأسك ، فتديره وتوجعه ، أفكار متطرفة وآراء صادمة ، فقد تكون صادمة لأعراف اجتماعية مقررة ، أو طقوس دينية أو معتقدات ، أو شؤون سياسية خافية ، أو متمحورة حول علوم النفس والفلسفة وغير ذلك ...وكل ذلك شاهد على خطر الكتاب وعُمق تأثيره في القاريء ، وأنه خليق بتحويل المرء ، وصياغته على نحو آخر وخلقه خلقاً جديداً ...فإن المرء ليس بدناً وحسب ...إنه عقل وأعصاب وعادات ...
الكتاب ليس له قداسة ، فكما يكذب الناس ويدلون بآراء مختلفة ومتناقضة فكذلك الكتب فإنها طبعاً من خلق الناس ، ولكنهم ناس من طراز آخر ، أعني أنهم أعقل من غيرهم وأذكى وأعرف ...ولذلك يجب أن يكون المعول فيما تأخذ وما تدع من آراء وافكار على عقلك وتفكيرك ...

[aljentel]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المتمدن     2 ( قال الجاحظ: الكتاب وعاء مُلئ علماً، وظرف حشي ظرفاً، وبستان يحمل في ردن، وروضة تقلب في حجر، ينطق عن الموتى، ويترجم كلام الأحياء ) بعض الكتب متخمة بالمعرفة ، بحيث أنك تقرأ الكتاب فتنتهي منه وقد تغير فيك شيء ما ، في تفكيرك أو موقفك ، فليس تفكيرك قبل قراءة الكتاب كما كان قبل ، فقد تطور ، وانقلبت بعض المفاهيم ، وهذا شاهد على جودة الكتاب وحُسنه وفائدته . وبعض الكتب تقرأها فلا تزيدك معرفة ولا تثري عقلك ، ولا تصقل ملكاتك ، ولذلك ينبغي أن تكون ناقداً لكل ما تقرأ ، غير معترف بهالة المؤلف ولا قدسية الكتاب ، مهما كان الكاتب كبيراً فلاشك ان رأيه قابل للخطأ كما هو قابل للصواب . لذلك يحسُن بك أن تتحرز ، وتقطف الثمار اليانعة من الكتاب ، فإن لكل كتاب حسنة ، فليس من الخطأ أن تدون بعض الأفكار أو ترسم بعض الخطوط للعودة إليها فإن الكتابة قيد للأفكار وعقل الإنسان كثيراً ما يسهو . وبعض الكتب مطارق من حديد تقع على أم رأسك ، فتديره وتوجعه ، أفكار متطرفة وآراء صادمة ، فقد تكون صادمة لأعراف اجتماعية مقررة ، أو طقوس دينية أو معتقدات ، أو شؤون سياسية خافية ، أو متمحورة حول علوم النفس والفلسفة وغير ذلك ...وكل ذلك شاهد على خطر الكتاب وعُمق تأثيره في القاريء ، وأنه خليق بتحويل المرء ، وصياغته على نحو آخر وخلقه خلقاً جديداً ...فإن المرء ليس بدناً وحسب ...إنه عقل وأعصاب وعادات ... الكتاب ليس له قداسة ، فكما يكذب الناس ويدلون بآراء مختلفة ومتناقضة فكذلك الكتب فإنها طبعاً من خلق الناس ، ولكنهم ناس من طراز آخر ، أعني أنهم أعقل من غيرهم وأذكى وأعرف ...ولذلك يجب أن يكون المعول فيما تأخذ وما تدع من آراء وافكار على عقلك وتفكيرك ...

رائع وجدا ...
لاشك للقراءه وقع في النفس متى ما كان المقرؤ يحتوي على مايقلب ما ترسخ بالفكر من اسس لاينبغي لها احتكار صيرورة الصواب .
هناك امور تأصلت بالفكر الانساني كما لو كانت اسس ثابته لاتتغير لكن بالقراءه النافعه تبدأ تتحلل تلك المفاهيم المغلوطه بل ويثبت
بطلانها وبالدليل ..... شكرا .

[شـهـرزآد]

.

خواطر عن الكتاب ، أعجبتني :

- أعتبر الكتب مثل الناس ، فيها الجيد وفيها الرديء ، فيها الثرثار المهذار وفيها الموزون الحاسب حساب وقت القاريء ، فيها الخالي الوفاض الفارغ وفيها الدسم المليء علماً ومعرفة .

- ينبغي أن تكون ناقداً لكل ما تقرأ ، غير معترف بهالة المؤلف ولا قدسية الكتاب ، مهما كان الكاتب كبيراً فلاشك ان رأيه قابل للخطأ كما هو قابل للصواب .

شكراً لك ~

[المتمدن]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوطبر     متابع

شكراً لمرورك

اقتباس: رائع وجدا ... لاشك للقراءه وقع في النفس متى ما كان المقرؤ يحتوي على مايقلب ما ترسخ بالفكر من اسس لاينبغي لها احتكار صيرورة الصواب . هناك امور تأصلت بالفكر الانساني كما لو كانت اسس ثابته لاتتغير لكن بالقراءه النافعه تبدأ تتحلل تلك المفاهيم المغلوطه بل ويثبت بطلانها وبالدليل ..... شكرا .

أهلا الجنتل .
كما تكرمت أن للجميع آراء تشبه المعتقدات ...أعني أن صاحبها يجزم بصحتها كما لو كانت صحيحة 100% . لذلك فالمثقفون العارفون يستخدمون الآن ( أعتقد ، أظن ، ربما ، لعل ...الخ . بدلاً من ( مما لاشك فيه ، أجزم ، أنا على يقين ...الخ .
مجتمعنا بحكم التعليم السيء يأخذ الخبر على محمل الجد ، لان عقله مهيأ لاستقبال أي معلومة دون فحصها وتمحيصها . مهمة التعليم هي خلق عقول متسائلة متشككة للوصول إلى المعرفة . ولا حاجة إلى القول إن الأمر عندنا معكوس تماماً .
والقراءة 0 وهذه مزيتها تشكّل وعيك وتعيد صياغة أفكارك وترميم عقلك الذي خرّبه التعليم الفاشل . وليست أي قراءة وإنما القراءة الواعية المسؤولة ...

اقتباس: خواطر عن الكتاب ، أعجبتني : - أعتبر الكتب مثل الناس ، فيها الجيد وفيها الرديء ، فيها الثرثار المهذار وفيها الموزون الحاسب حساب وقت القاريء ، فيها الخالي الوفاض الفارغ وفيها الدسم المليء علماً ومعرفة . - ينبغي أن تكون ناقداً لكل ما تقرأ ، غير معترف بهالة المؤلف ولا قدسية الكتاب ، مهما كان الكاتب كبيراً فلاشك ان رأيه قابل للخطأ كما هو قابل للصواب . شكراً لك ~

شكرا شهرزاد

* وللأفاضل والفضليات أن يدلو بدلوهم في سرد أي رؤية أو فكرة أو سانحة حول الكتاب والكتب ، فالمجال مفتوح ، ومنكم نستفيد .

[aljentel]

لا تتأخر رجاء

[شـهـرزآد]

.















أنا مَنْ بدّل بالـكُتْبِ الصّحــابـا
فلم أجـدْ لي وافـيّاً إلاّ الكتــابـا

. . . أحمد شوقي . . .

[شـهـرزآد]

.














يوجد في الكتب روح كل الأزمنة الماضية

. . . توماس كارليل . . .

[شـهـرزآد]

.









الكتاب هو الجليس الذي لا يطريك ، والصديق الذي لا يغريك ، والرفيق الذي لا يملّك ،
والصاحب الذي لايريد استخراج ماعندك بالملق ، ولا يعاملك بالمكر ، ولا يخدعك بالنفاق ، ولا يحتال لك بكذب .

" الـجـاحـظ "

[شـهـرزآد]

.
















اليونانيون القدماء وضعوا لافتات فوق أبواب المكتبات تخبر الرواد من القراء بأنهم داخلون إلى مكان لشفاء الروح .



كيف تجلب الكتب السعادة ؟
بعد 6 دقائق فقط مع الكتاب - أي كتاب - وجد الباحثون أن التوتر لدى المرضى الذين يعالجونهم قد قل بنسبة 68 % ،
وأما مع وجود الكتاب المناسب ، فهذا وقت جدير بالتمضية مع خير جليس في الزمان .


--------------------------



للاستزادة ، هنا :
http://www.bbc.co.uk/arabic/artandcu...eading_cure_us